5:07 صباحًا / 20 مارس، 2025
آخر الاخبار

الاستاذة ربا عبوشي ، زهرةٌ لا تذبل، وأختٌ تحتضنُ الحياة بحبٍّ ووفاء ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الاستاذة ربا عبوشي ، زهرةٌ لا تذبل، وأختٌ تحتضنُ الحياة بحبٍّ ووفاء ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

الاستاذة ربا عبوشي ، زهرةٌ لا تذبل، وأختٌ تحتضنُ الحياة بحبٍّ ووفاء ، بقلم: د. تهاني رفعت بشارات

في مسيرة الحياة، نلتقي بأشخاصٍ يتركون في قلوبنا أثرًا خالدًا، كأنهم بصماتُ ضوءٍ تنيرُ دروبنا في اللحظات التي نحتاجُ فيها إلى سندٍ حقيقي. ومن بين هؤلاء، كانت الصديقة والأخت الغالية، ربا عبوشي، التي لم تكن مجرد معرفةٍ عابرة، بل كانت روحًا استثنائيةً تحملُ في داخلها من الطيبة والوفاء ما يكفي ليغمر العالم بالمحبة.

لقاءٌ بحجم القدر… حين تشرق الأرواح الصادقة

عرفتُ ربا عبوشي عن طريق الصدفة، لكن كم من الصدف كانت بوابةً لأجمل العلاقات وأكثرها صدقًا؟ كان لقاؤنا الأول في المركز، حيث جاءت برفقة مسك ومحمد، وكانت أولى لحظات حديثنا كافيةً لأن ألمس فيها قمة الذوق، ورقي التعامل، وسمو الأخلاق، فهي ليست مجرد إنسانةٍ عابرة، بل كائنٌ يشبه النور في حضوره، والنسيم في رقته، والنخيل في أصالته.

لكن سرعان ما أدركتُ أن ربا لم تكن فقط عمةً لهم، بل كانت أمًا تحتضنُ تفاصيلهم بحنانٍ نادر، وأختًا تشدُّ على أياديهم بحب، وصديقةً تسيرُ معهم خطوةً بخطوةٍ في درب الحياة. كانت تسأل عنهم، تتابع دراستهم، تهتم بأدق تفاصيلهم، تعوّضهم عن الفراغ الذي تركه فقدان والدتهم – رحمها الله وأسكنها فسيح جناته – وكأنها قطعةُ دفءٍ أرسلها القدرُ ليخفف عنهم وحشة الفقد، ويمنحهم قلبًا يستندون عليه في كل حين.

قلبٌ ينبضُ بالحياة… وابتسامةٌ لا تعرفُ الغياب

ربا ليست مجرد صديقة، بل هي نبضُ حياة، وكتلةٌ من الطاقة الإيجابية التي تُشعّ في كل مكانٍ تتواجدُ فيه. تحمل في داخلها قلبًا يتسعُ لكل من حولها، وابتسامةً ساحرةً تُبددُ ظلال الأيام القاتمة، وكأنها شمسٌ صغيرةٌ تشرقُ كل يومٍ في قلوب من يعرفونها.

رغم مسؤولياتها الكبيرة في مجال المحاماة، حيث تحملُ على عاتقها الدفاع عن الحق، وتلتزم بعملها بكل تفانٍ وإخلاص، لم يكن ذلك يومًا عائقًا أمامها لتكون إلى جانبي بكل حبٍّ ودعمٍ وتقدير. لطالما كانت ربا واحدةً من تلك الأرواح النادرة، التي لا تتغير رغم ازدحام الأيام، ولا تغيبُ رغم مشاغل الحياة.

هديةٌ لها أثرٌ خالد… وكلماتٌ لا تُنسى

لا يمكنني أن أنسى دعمها الدائم وتشجيعها الصادق، وكم أشرقت السعادة في قلبي عندما أهديتها كتابي الأول “لحن الأمل”، فكانت كلماتها الساحرة بمثابة نسمةٍ دافئة، ومطرٍ يغسلُ تعب الأيام، وصوتٍ يشبه الألحان العذبة التي تُلامس الروح قبل الأذن.

كانت كلماتها لي أشبه بشهادةٍ من قلبٍ نقي، يملكُ القدرة على رؤية الجمال في كل شيء، وتقدير الجهد بحبٍ خالص. وإن كان لكل إنسانٍ في حياتنا أثرٌ يظلُّ محفورًا في الذاكرة، فإن أثر ربا في قلبي كوشمٍ لا يُمحى، وكضوءٍ لا يخبو، وكزهرِ ياسمينٍ لا يذبل مهما مرّت الأيام.

إلى ربا… رسالةُ حبٍّ لا تنتهي

ربا عبوشي، أيتها الصديقة التي تشبه الأخت، والأخت التي تشبه الحلم الجميل…


شكرًا لأنكِ كنتِ جزءًا من رحلتي، وشكرًا لأنكِ لم تكوني مجرد عابرةٍ في حياتي، بل كنتِ إحدى العلامات الفارقة التي تتركُ أثرًا لا يُمحى.

شكرًا لأنكِ كنتِ وما زلتِ زهرةً لا تذبل، ونجمًا لا يأفل، ونسمةً لا تغيب.


شكرًا على دعمكِ، على كلماتكِ، على حبكِ الصادق، وعلى وجودكِ الذي يشبه العطاء بلا حدود.

لكِ مني كل الحب، والود، والورد، والياسمين…


ولتظلّي دائمًا، كما كنتِ، روحًا تُشرقُ بالنقاء، وقلبًا يحملُ للعالم ألفَ معنى من الجمال.

شاهد أيضاً

الكنيست يصادق على إعادة تعيين بن غفير وزيرا للأمن القومي

شفا – صادق الكنيست، على قرار الحكومة الإسرائيلية إعادة وزراء حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة إيتمار …