10:55 مساءً / 25 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

دور الهيئات المحلية كخطة طوارئ ، للمجالس المنتخبة القادمة في محافظة سلفيت ، بقلم : د. عمر السلخي

دور الهيئات المحلية كخطة طوارئ ، للمجالس المنتخبة القادمة في محافظة سلفيت

دور الهيئات المحلية كخطة طوارئ ، للمجالس المنتخبة القادمة في محافظة سلفيت ، بقلم : د. عمر السلخي

تدخل محافظة سلفيت مرحلة استثنائية تتقاطع فيها التحديات السياسية مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، في ظل تصاعد الاستيطان، وتقييد الموارد، وضعف الأفق السياسي. وفي هذا الواقع، لم تعد الهيئات المحلية مؤسسات خدماتية تقليدية، بل تحوّلت فعليًا إلى خط الدفاع الأول عن صمود المجتمع، وإلى أدوات طوارئ يومية لإدارة الأزمات وحماية الحياة الفلسطينية.

من هنا، فإن المجالس البلدية والقروية المنتخبة القادمة مطالبة بأن تتعامل مع ولايتها القادمة على أنها مرحلة طوارئ ممتدة، تتطلب عقلية مختلفة، وأولويات غير تقليدية، ونمط قيادة قادر على الجمع بين الصمود والتخطيط.

الهيئات المحلية كسلطة إدارة أزمات

في محافظة محاصرة جغرافيًا ويتغول فيها الاستيطان مثل سلفيت، تصبح البلديات والمجالس القروية:

الجهة الأسرع استجابة في حالات الطوارئ (إغلاقات، اعتداءات، قطع طرق).

حلقة الوصل بين المواطن والمؤسسات الرسمية.

الإطار التنظيمي القادر على تنظيم الموارد الشحيحة وتوجيهها.

وعليه، يجب أن تعتمد المجالس القادمة نموذج إدارة أزمات دائم، لا مؤقت، يشمل:

خطط جاهزة للتعامل مع الإغلاقات والاقتحامات.

فرق تدخل محلية بالتنسيق مع لجان الحماية والمؤسسات.

قواعد بيانات محدثة للاحتياجات الإنسانية والخدماتية.

التخطيط كأداة صمود

في الظروف الطبيعية، يُنظر للتخطيط الاستراتيجي كخيار تطويري، أما في محافظة سلفيت فهو أداة بقاء.
المجلس المحلي الذي لا يخطط، يُترك لردّ الفعل، ويُستنزف بسرعة.

المطلوب من المجالس المنتخبة:

خطط طوارئ مرنة وقابلة للتحديث.

ترتيب أولويات واضح (مياه، كهرباء ، طرق زراعية، إسكان، نفايات).

ربط المشاريع بالخطر الاستيطاني، لا فقط بالحاجة الخدمية.

فكل مشروع بنية تحتية في محافظة سلفيت هو موقف سياسي بامتياز.

حماية الأرض والتنمية في المنطقة (ج)

تشكل المنطقة (ج) معظم المساحة الحيوية لمحافظة سلفيت، وهي ساحة اشتباك مفتوحة مع الاستيطان، ودور الهيئات المحلية هنا يتجاوز الخدمات إلى:

تثبيت الوجود الفلسطيني عبر مشاريع زراعية وتنموية.

فتح طرق زراعية استراتيجية.
بناء غرف زراعيه
تشجيع مشاريع الثروية الحيوانيه
تزويد المزارعين بخلايا الطاقه الشمسيه
العمل مشاريع آبار جمع لدعم المزارعين

دعم المزارعين في المناطق المهددة.

المجلس المحلي الناجح هو الذي يحوّل كل دونم إلى عنوان صمود، وكل مشروع إلى أداة حماية.

الاقتصاد المحلي كحالة طوارئ اجتماعية

البطالة، ضعف الاستثمار، وهجرة الشباب تشكل خطرًا صامتًا لا يقل عن خطر الاستيطان.

وعليه، فإن المجالس القادمة مطالبة بـ:

تبنّي مبادرات تشغيل مؤقتة ودائمة.

دعم المشاريع الصغيرة والتعاونية.

خلق شراكات مع القطاع الخاص وأبناء المحافظة في الخارج.

فالاقتصاد المحلي حائط صد اجتماعي.

الشفافية وبناء الثقة في زمن الانكشاف

في أوقات الطوارئ، تكون الثقة بين المواطن والمؤسسة عامل النجاح الأهم، أي خلل في الشفافية يتحول إلى أزمة مضاعفة.

لذلك، يجب على المجالس المنتخبة:

اعتماد سياسة تواصل مفتوحة مع المواطنين.

إشراك المجتمع المحلي في القرار.

إدارة الموارد بوضوح وعدالة.

فالمجلس الذي يفقد ثقة الناس، يفقد قدرته على إدارة الأزمة.

الشباب والمرأة في قلب خطة الطوارئ

لا يمكن إدارة الطوارئ بعقليات تقليدية فقط، فالشباب والمرأة في محافظة سلفيت يمتلكون:

طاقة تنظيمية، قدرة على المبادرة، حضورًا ميدانيًا فاعلًا.


والمطلوب ليس تمثيلًا شكليًا، بل إشراكًا حقيقيًا في صنع القرار وإدارة الأزمات.

إن المجالس المنتخبة القادمة في محافظة سلفيت لن تُقاس بنجاحاتها الشكلية، بل بقدرتها على:

حماية الناس، تثبيت الأرض، إدارة الموارد في زمن الشح، وتحويل البلديات والمجالس القروية إلى خطة طوارئ وطنية محلية.

في محافظة سلفيت، البلدية او المجلس ليس مؤسسة خدمات فقط، بل موقع اشتباك، ومسؤولية وطنية، وعنوان صمود.

شاهد أيضاً

اتحاد نضال العمال الفلسطيني ينعى المناضل النقابي محمد أبو الليل

اتحاد نضال العمال الفلسطيني ينعى المناضل النقابي محمد أبو الليل

شفا – ينعى اتحاد نضال العمال الفلسطيني إلى جماهير شعبنا الفلسطيني، وإلى الحركة العمالية والنقابية …