9:49 مساءً / 4 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

ما بعد موافقة حماس .. هل يوقف التحالف الأميركي – الصهيوني حربه ؟ ، بقلم : بديعة النعيمي

ما بعد موافقة حماس .. هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه ؟ ، بقلم : بديعة النعيمي

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس مساء ٣/أكتوبر/٢٠٢٥، ردها الرسمي على المقترح المقدم من الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، والمتعلق بوقف العدوان الصهيوني على غزة، وتبادل الأسرى، وتسوية الوضع الإداري في القطاع.

رد الحركة لم يخل من الحذر السياسي والتمسك بالثوابت الوطنية، وهو ما يضع الكرة الآن في ملعب الطرفين الأميركي والصهيوني، وسط تساؤلات مشروعة منها، هل سيلتزم “ترامب ونتنياهو” فعلا بوقف الحرب، أم أنها خطوة لا تخلو من المراوغة بهدف تخفيف الضغط الدولي وتبييض صورة التحالف السياسي والعسكري المأزوم بين أمريكا ودولة الاحتلال؟؟

بالنسبة لتقدير حماس للجهود المبذولة من كافة الأطراف المشاركة، بما فيها مقترح “ترامب”، فإنه برغم ما يحمله في طياته من اعتراف بتلك الجهود، إلا أنه لا يسقط عن الطرفين الأميركي والصهيوني تاريخهما الطويل من نقض العهود والالتفاف على المبادرات.


ف “ترامب”، الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال خلال فترة رئاسته السابقة ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لا يزال في نظر الفلسطينيين المدير الرئيسي ل “صفقة القرن” التي سعت لحذف الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني من أساسها.

أما “نتنياهو” المعروف بتاريخه الممتد من الكذب والتلاعب والتنصل من أي التزامات سياسية أو إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، فإنه اليوم، وهو الذي يقود حرب الإبادة على أهلنا في غزة، لا يبدو معنيا بحلول سياسية قدر اهتمامه بتسجيل “نصر عسكري” وهمي يعيد له مكانته المهزوزة في دولة الاحتلال.

ومن هنا، فإن موافقة الحركة على مقترح “ترامب” الذي من ضمن شروطه، تبادل الأسرى، وتسليم إدارة غزة لهيئة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين، لا تعد تنازلا منها عن الثوابت كما قد يروج لها البعض، إنما هي خطوة استراتيجية واعية ومدروسة هدفها وقف الحرب من موقع قوة، بالإضافة إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، مع تأكيد واضح أن مستقبل غزة، وحقوق الشعب الفلسطيني، لا تقرر إلا في إطار وطني جامع يضم كل الفصائل الفلسطينية.

ولكن ولأن التجربة الطويلة مع الإدارات الأميركية، باتت معروفة بسبب وقوفها الدائم إلى جانب دولة الاحتلال، سواء في المحافل الدولية أو في دعمها العسكري والسياسي المفتوح، فإنه ما لم يتم وضع ضمانات رسمية واضحة، فإن المقترح يبقى عرضة للنكث. وما أسهل الأمر على “ترامب”، فهو قادر أن يقول كنت أمزح!!.ولنا في مقترح “فيليب حبيب” عام ١٩٨٢ عبرة.

ومن هنا، فإن السؤال المحير الذي يطرح نفسه بجدية على طاولة المفاوضات لا يتضمن فقط هل سيلتزم “ترامب ونتنياهو؟” بوقف الحرب، إنما، ما الذي يملكه الفلسطينيون والعرب من أدوات ضغط إن لم يلتزم الاثنان بالفعل واستأنفوها بعد استعادة الرهائن؟.

غير أن موافقة حركة حماس على المقترح، المشروط والواضح، تضع الإدارة الأميركية والصهيونية أمام اختبار حقيقي يكمن بهل هذه المقترح هو بداية طريق نحو وقف العدوان؟ أم مجرد خدعة جديدة ضمن مسلسل طويل من التضليل السياسي؟

أما الإجابة فستكشفها الأيام، وأرجو أن يخطئ هذه المرة.

شاهد أيضاً

حاجزان عسكريان للاحتلال يعيقان حركة المواطنين في فرعتا شرق قلقيلية

حاجزان عسكريان للاحتلال يعيقان حركة المواطنين في فرعتا شرق قلقيلية

شفا – نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، حاجزين عسكريين في قرية فرعتا، شرق …