11:53 مساءً / 30 يونيو، 2025
آخر الاخبار

“دولة الكفاءات الوهمية” بقلم: رانية مرجية

رانية مرجية

“دولة الكفاءات الوهمية” بقلم: رانية مرجية

في بلادٍ بعيدةٍ… قريبةٍ جدًا من هنا، تأسّست حكومة استثنائية في صباحٍ ضبابيّ بعد اجتماعٍ عاجلٍ في صالون تجميل. قرروا، بعد دهن الأظافر بلون “الوطنية المتقشّفة”، أن الكفاءة لم تعد مقياسًا لتولي المناصب.

فأصبح وزير التعليم لا يعرف تهجئة كلمة “تعليم”، لكنه يُجيد تقليب البيض في مقاطع التيك توك، ووزيرة البيئة لم تزر شجرةً في حياتها، لكنها تحبّ اللون الأخضر لأنه يليق بظلال عينيها.

أما وزير الصحة، فكان متخصصًا في ذبحة الغرام لا ذبحة القلب، وعُيّن لأنه يمتلك “كارزما إنستغرامية”، يظهر فيها مبتسمًا إلى جانب أطفال يجهلون أنّ صورهم ستُستعمل في حملة انتخابية لاحقة.

في هذه البلاد، أُطلق برنامجٌ حكوميٌّ عنوانه “كفّى كفاءات!”، وأُلغيت كل المقابلات المهنيّة، واعتُمد نظام جديد للتوظيف عبر لعبة “حجر-ورقة-مقص”. فمن يفوز ثلاث مرات متتالية، يُعيَّن فورًا، وإن خسر، يُعيّن نائبًا للذي فاز، لأنه تعلّم كيف “يتقبّل الهزيمة بروح ديمقراطية”.

وسرعان ما أصدر الناطق الرسمي للحكومة، واسمه الحقيقي “سعيد زَعبرة”، بيانًا مطوّلًا قال فيه:


“نحن لا نريد موظفين أذكياء… الأذكياء يطرحون أسئلة، ونحن نحب الصمت والسكينة. نحتاج وجوهًا جميلة، تليق بالتلفاز، وتعرف كيف تبتسم حين لا يكون هناك سببٌ للابتسامة!”

مرت السنوات، وانهارت البنى التحتية، فتم تعيين عارضة أزياء مسؤولة عن الطرق، لأنها تعرف “كيف تمشي بخفة على المطبات”.

وفي النهاية، حين حاول الشعب أن يفهم، صدر قرار طارئ بمنع التفكير، وتم إدراجه كـ”مؤامرة ضد الأمن القومي”.

وهكذا… عاشت البلاد في سعادة كاذبة، واستقرّت في ذيل كل تقارير التنمية، وافتخر قادتها بأنهم نجحوا في “تحقيق الاستقرار”… استقرار في القاع، لا يهتزّ أبدًا.

  • – رانية مرجية – شاعرة و كاتبة صحافية و ناشطة مجتمعية وثقافية – الرملة .

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بقصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين شمال خان يونس جنوب قطاع غزة

6 شهداء في قصف للاحتلال استهدف منزلا وسط قطاع غزة

شفا – استشهد ستة مواطنين، بينهم طفل وامرأة، مساء اليوم الاثنين، في قصف شنته طائرات …