1:02 مساءً / 26 يونيو، 2025
آخر الاخبار

في الذكرى الخامسة لرحيله ، البروفيسور فاروق مواسي ، الباقي رغم الغياب ، بقلم: رانية مرجية

في الذكرى الخامسة لرحيله ، البروفيسور فاروق مواسي ، الباقي رغم الغياب ، بقلم: رانية مرجية

في الذكرى الخامسة لرحيله، البروفيسور فاروق مواسي : الباقي رغم الغياب ، بقلم: رانية مرجية

“تشرفت السماء بك، أستاذنا الفاضل، البروفيسور فاروق مواسي… فلتكن ذكراك مقدسة ومؤبدة”.
هكذا نرثي من لا يُنسى، وهكذا نكتب، بوجلٍ وامتنان، عن من جعل الحرف مرآةً للصدق، والكلمة سلاحًا للفكر، والنحو عقيدةً لا تزول.

مرت خمس سنوات على رحيلك، يا أبا السيد، لكنّ حضورك بيننا لا يعرف الفصول ولا الأعوام.
كيف يغيب من جعل للغة بيتًا في قلوبنا؟


كيف يُنسى من علّمنا أن الأدب موقف، وأن الفكر مقاومة، وأن التواضع هو ذروة المجد الإنساني؟

لا يزال اسمك محفورًا على جدران الوعي الفلسطيني، لا كأستاذ فحسب، بل كمؤسسة فكرية كاملة.

خمس سنوات ولم يتوقف طلابك عن استحضارك في قاعات الدرس.
خمس سنوات وما زال نصّك يتداول كأنه كتب هذا الصباح، وما زال حضورك يشعّ في المكتبات، في أوراق الباحثين، وفي ضمائرنا المتعبة من هذا العصر.

كنت تنتمي للتراب كما ينتمي الزيت للزيتون،
لا تتصنّع، لا تتجمّل، لا تبيع فكرك في أسواق الانتهازية.


كنت الطود الشامخ في زمن الميوعة، والسند الذي لا يتهاوى في زمن التصدّعات الثقافية.

إنجازاتك لا تُعد ولا تُحصى، لكنها ليست أرقامًا في سيرة ذاتية، بل بصمات على وعي أجيال.
مئات المقالات، عشرات الكتب، آلاف الطلبة الذين أصبحوا معلمين وأدباء وباحثين،
وكلهم حين يُسألون عن مرجعهم الأول، يقولون: فاروق مواسي.

ومع ذلك… كنت الأكثر تواضعًا.

لا تجلس في الصفوف الأولى، رغم أنك من صنع المنصة.
لا تنتظر التكريم، رغم أنك التكريم بعينه.


كنت تتوارى بابتسامتك ودفء حديثك ودماثتك، وكأنك تقول: “المعرفة لا تحتاج ضجيجًا، بل اتساقًا مع الضمير”.

في ذكراك الخامسة… لا نقول وداعًا، بل شكرًا.

شكرًا لأنك لم تكتب لأجل الجوائز بل لأجل الوعي.
شكرًا لأنك علمتنا أن الكلمة الطيبة صدقة، وأن الحرف إذا صلح، صلح العقل والمجتمع.
شكرًا لأنك أثبتّ أن الأصيل لا يُستبدل، والمخلص لا يُنسى، والجميل لا يغيب.

نم قرير العين يا من علمتنا كيف نحرس لغتنا، وكيف نكتب كما نؤمن، وكيف نكون بشرًا في زمنٍ يُراد لنا فيه أن نكون نسخًا باهتة.

في الذكرى الخامسة لرحيلك، نقولها بثقة ويقين:
أنت الباقي… رغم الغياب.

  • – رانية مرجية – كاتبة وشاعرة من الرملة
    26 حزيران 2025

شاهد أيضاً

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين

أونروا: مليونا فلسطيني يتعرضون للتجويع والتعطيش في غزة

شفا – قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أأونروا)، إن مليوني شخص …