2:33 مساءً / 23 يونيو، 2025
آخر الاخبار

سوريا ، وترتيلةُ الدم في كنيسة مار إلياس ، قصيدة ، بقلم: رانية مرجية

سوريا ، وترتيلةُ الدم في كنيسة مار إلياس ، قصيدة ، بقلم: رانية مرجية

سوريا،
يا أختَ القلبِ إن نادى
ويا وجعَ العينِ إن دمعتْ
يا التي يطوف اسمُها في صدري
كترتيلةٍ مشروخةٍ على مذبحٍ مكسور.

أنا ابنةُ فلسطين،
وكلُّ جرحٍ على جلدكِ،
شُقّ في خاصرتي.
أنا التي حفظتُكِ من جدّتي التي كانت تهمس:
“الشامُ بيتُنا الكبير”
وتدعو لكِ كما تدعو للقدسِ:
بأن لا تركعِي،
وأن لا تموتي… بصمت.

أمس… لم يكن كالأمس.
أمسٌ انخلع من تقويمِ الله،
وتدلّى من سترةِ ملاكٍ خائف،
أمسٌ صلبوا فيه السلام
بصمتِ الكنائسِ وغفلةِ القنوات.

في مار إلياس…
لم يكن الصليبُ رمزًا،
بل كان درعًا تهشّم على رؤوس المصلّين.
والمذبحُ؟
لم يبقَ عليه خبزٌ ولا نبيذ،
بل أشلاءُ من قالوا “آمين”
ولم ينجوا.

هناك…
انهارت الكنيسةُ كما تنهار أمٌّ على جثة ابنها،
وأصبحت الأيقونات شهودًا مذعورة،
والشموع تبكي،
تذوب في صمتٍ عاجز.

من قال إن القدّيسين لا يُذبحون؟
ها هم يسقطون…
طفلًا عند قدمي العذراء
وامرأةً وسط الركام
وراهبًا لم يغادر صلاته
حين اخترق الرصاص صدره.

سوريا،
هل رأيتِ الدم حين يغني؟
هل سمعتِ تراتيلَ الحزن من فمِ الحجارة؟
هل شممتِ البخورَ وهو يختلط برائحة الحريق؟
هل عرفتِ
أن الله نفسه… اختبأ في تلك اللحظة
من شدة الوجع؟

أنا رانية، ابنة الرملة،
أبكيكِ كما تبكيكِ دير الزور،
أرثيكِ لا كأرضٍ منكوبة،
بل كأمٍّ أُفرغت من أطفالها،
وما زالت ترضع التراب.

أيا سوريا…
يا ضفّة القلبِ الأخرى،
لم نعد نفرّق بين الأقصى ومار إلياس،
بين الغوطة ونابلس،
بين ضحاياكِ وضحايانا،
كلّهم في جنازةٍ واحدة
يسيرون عُراةً من العالم…
مكلّلين بالشهادة.

عودي إلينا يا شامُ، لا كذكرى محروقة، بل كروحٍ تتنفس.

عودي…
لأجل الطفلةِ التي سُحقتْ عند الباب،
لأجل الجرسِ الذي صمتَ فجأة،
لأجل المصلّين الذين نطقوا الشهادة
بلحن مسيحيٍّ مسلم
من قلبٍ واحد.

عودي،
فما زالت صلواتُنا إليكِ
تصعدُ رغم الرماد،
وما زالت الأرضُ، كلّ الأرض،
تنادي:


سوريا… لا تموتي.

شاهد أيضاً

وفٌد نقابي فلسطيني – لبناني يزور رئيس بلدية صيدا للتأكيد على التعاون المشترك في ظل التحديات الاقتصادية

شفا – زار وفد من اتحاد نقابات عمال فلسطين _فرع لبنان برئاسة السيد غسان بقاعي، …