5:22 مساءً / 22 يونيو، 2025
آخر الاخبار

القصة: “إسرافيل يعزف جازاً في طهران” ، بقلم: رانية مرجية

رانية مرجية

القصة: “إسرافيل يعزف جازاً في طهران” ، بقلم: رانية مرجية

في ليلةٍ قمريّةٍ كادت فيها نجمة داوود أن تتعثّر بثوبها السماويّ، وبينما كانت واشنطن منهمكة في احتساء آخر كأس ديمقراطيّتها المخفّفة بالمصالح، كان إسرافيل، نعم إسرافيل، ملاك البوق العظيم، يتدرّب على نغمة جديدة من الجاز في أحد أقبية طهران.

تساءل: “ما الذي يجعل نهاية العالم أكثر إقناعًا؟ هل هو الصراخ أم الإيقاع؟”

وضع نظارته الشمسية المقلّدة، استعارها من مهرب أفغانيّ يدّعي أنه تخرّج من جامعة هارفارد، وبدأ يعزف. لكن النفخة الأولى ارتدت عليه، فاهتزّت عمامته الكونية، وسقطت ملامح العاصمة الأمريكية من على خارطة الوهم.

في البنتاغون، صاح أحد الجنرالات وقد علق بينه وبين الله خط مباشر منذ غزو العراق:
“يا إلهي! إسرافيل يعزف جازاً؟ أهذا إعلان الحرب النووية أم افتتاح مهرجان الجحيم؟”

أما في طهران، فابتسم المرشد الأعلى ابتسامة خفيفة، وهمس في أذن ظله:
“إنه فقط بروفة… دعوه يعزف. كل شيء تحت السيطرة الإلهية، بما فيها الموسيقى الغربية.”

في تلك اللحظة، ظهرت غيمة صفراء فوق الخليج، لكنها لم تكن نووية كما توقّع المراسلون، بل كانت مجرد بخار من نرجيلة إسرافيل، محشوة بالزعفران الإيراني المهرّب إلى نيوجيرسي.

على منصة الأمم المتحدة، بدأت الوفود تتبادل نظراتٍ هستيرية.
الصين غمزت لروسيا، روسيا رفعت كأس الفودكا، وفرنسا قرأت فنجان الشاي للوفد اللبناني.
أما أمريكا، فقد أرسلت تغريدة:
“نطالب بوقف عزف إسرافيل فورًا، حفاظًا على السلم العالمي والبث المباشر لحفل الغرامي.”

في الخلفيّة، عزف إسرافيل نغمة شاذّة، تشبه صوت انفجار… أو قبلة.
قال لنفسه:
“إذا كانت نهاية العالم لا تأتي بالحب، فلماذا نصرّ على الكراهية؟”

سكتت الأبواق في كل الأرض، ووقف ترامب في مزرعته بفلوريدا يصفّق وهو يرتدي قميصًا عليه علم إيران.
في ذات الوقت، ظهر بايدن على الشاشة، يقرأ من ورقة بيضاء لا شيء مكتوب فيها، ثم ابتسم كمن نسي أين وضع السلام العالمي.

وفي طهران؟
دخل إسرافيل أحد المقاهي، حيث شُبّان يكتبون أشعارًا عن الموت والحرية، ويشربون الكابتشينو بلا كافيين.

اقترب منه شاب طويل بلحية نصف ناضجة، وسأله:
“هل أنت حقًا إسرافيل؟”

أجابه الملاك وهو يطفئ النرجيلة:
“لا، أنا مجرد عازف جاز يبحث عن جمهور لا يخاف من الموسيقى ولا من نهاية العالم.”

في تلك الليلة، نامت أمريكا على وسادة من النفط، وإيران على سجادة من الانتظار، أما إسرافيل، فكتب تغريدة على لوحٍ سماويّ:
“لا تنفخوا النهاية… فالعالم بحاجة إلى بداية تعزف بلطف.”

شاهد أيضاً

سلطة الأراضي تسلم تخصيصا لصالح دائرة شؤون اللاجئين لمنفعة مخيم عسكر

سلطة الأراضي تسلم تخصيصا لصالح دائرة شؤون اللاجئين لمنفعة مخيم عسكر

شفا – استقبل رئيس سلطة الأراضي المستشار علاء التميمي، اليوم الأحد، في مكتبة عضو اللجنة …