9:37 مساءً / 2 مايو، 2024
آخر الاخبار

أعمل خيـرا…! بقلم : أفنان نظير دروزه

أفنان نظير دروزه

أعمل خيـرا…! بقلم : أفنان نظير دروزه

ما أجمل أن تستيقظ في الصباح الباكر تستنشق الهواء النقي، وتصغي إلى زقزقة العصافير، وتعانق الصباح وتتناول فطورك، ثم تخاطب نفسك، ماذا عليّ أن أعمل، ليكون يومي هذا يوما جميلا خيرا مليئا بطاعة الله؟ هذا السؤال إذا ما طرحته على نفسك فور استيقاظك، فهو كفيل لأن يشحنك بطاقة إيجابية خلاّقة، ونشاط وحيوية تجعل من نهارك نهارا جميلا سعيدا له قيمة ومعنى، منذ بزوغ شمسه وحتى أصيله وغروبه.

والعمل الخير لا يقتصر على شيء معين، أو فعل بذاته، إذ أن أبواب الخير كثيرة ومتنوعة يستطيع أن يلجها الجميع كلل وفق سعته وإمكاناته. ومهما كان هذا العمل قليلا أو محدودا، فسوف يكون له أثر كبير طيب في نفس إنسان محتاج إليه مهما كان نوعه. وبالتالي فعمل الخير قد يكون في كلمة طيبة تداوي بها مريضا تشفيه من علله وأمراضه، أو لمسة حانية تخفف من توتره وقلقه وضيقه، أو مساعدة مادية تفرج عنه كربته وتسدّ دينه. وقد يكون في ابتسامة صادقة تضيء بها وجدان مظلم، أو صدقة تسدّ بها فقرا، أو هدية تزيل بها عداوة عدو حاسد. وقد يكون أيضا في علم تنفع به إنسانا، أو رحمة تواسي بها مكلوما متألما ملتاعا، أو زيارة تنفس بها كرب مهموم مشغول البال لا ينام الليل ولا النهار.

ولا تنسى أن قيامك بمسؤوليتك تجاه نفسك هي من أولى الأعمال الخيرة التي يجب أن تضعها نصب عينك، بحيث تقوم بها وتسد حاجاتك دون طلب المساعدة من قريب أو بعيد. كذلك قيامك بواجبك نحو أهلك، وأقربائك، وجيرانك، وخلانك، وزملائك، ومرضاك، وزوارك، ومعارفك، لهي من الأعمال الخيرة التي يجب ألا تغيب عن بالك. ناهيك عن قيامك بأركان دينك من صلاة وصوم وزكاة وتهليل وتسبيح وتكبير وعمرة وحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا، لهي من أجلّ الأعمال الخيرة التي تجعل قلبك يمتلئ اطمئنانا، ونفسك سكينة وراحة وسلاما. علاوة على ما تقوم به من أعمال في سائر أيام حياتك، من مهنة ووظيفية، وكتابة وقراءة، وأعمال منزلية ورعاية الأولاد، أو حتى العمل في الحديقة ورعاية الحيوانات الأليفة، فهي أعمال خيرة تحسب لك في ميزان حسناتك.

والمهم في الأمر هنا، ألا يمضي يومك عبثا دون أن تعمل به عملا مفيدا، مهما كان هذا العمل صغيرا، ومهما كان نوعه بسيطا وحجمه قليلا، حيث أن أبواب الخير واسعة ومتنوعة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، فما بالك إن كنت إلى جانب ذلك تتصدق من مالك، وتخرج زكاة أموالك، وتنشر العلم، وتنصر المظلوم، وترد لهفة الملهوف، وتنشر العدل، وتجاهد في سبيل الله، وترفع راية الحق أينما ذهبت وأينما حللت… الخ، حتما ستشعرك جميعها بالراحة، وبأنك إنسان حي مؤمن تحسّ وتشعر مع الآخرين، وتسمو بروحك، وترتقي بفكرك وأعمالك، وهذا يجعلك بالراحة والطمأنينة، وهداة البال والسكينة، والصحة والعافية، هذا إن لم تشعر بالبهجة والسعادة الفورية، وإن كان لديك شك في ذلك فجرّب، فالتجربة أكبر برهان.

ونعود فنقول، فكر عزيزي القارئ في كل يوم أن تعمل خيرا، وتضعه ضمن جدول أعمالك، بحيث لا تبخل مما أفاض الله عليك من صحة وعافية وقوة وعقل ومال وعلم ورحمة، تساعد بها غيرك، وتنفس بها كربهم، وتفرج بها همهم، وتعينهم على ما أصابهم، وتجبر خاطرهم، وتعزز الخير في نفوسهم، فيعمّ لذلك الخير على الجميع، مما يوطد التكافل الاجتماعي بينهم، والتآخي والانتماء لشعبك وبلدك وأمتك ووطنك، ليرضى الله عنك ويثيبك خيرا على حسنات أعمالك إن عاجلا في دنياك، أو آجلا في آخرتك.

شاهد أيضاً

وزارة الاتصالات والحديقة التكنولوجية مذكرة تفاهم لتعزيز وتطوير قطاع التكنولوجيا

وزارة الاتصالات والحديقة التكنولوجية مذكرة تفاهم لتعزيز وتطوير قطاع التكنولوجيا

شفا – وقع وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة، مع نائب رئيس مجلس إدارة …