11:08 مساءً / 13 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

قراءة أدبية في نص الشاعرة فاطمة الفلاحي ” خشخشة أوراق” بقلم : الدكتور عادل جوده

قراءة أدبية في نص الشاعرة فاطمة الفلاحي ” خشخشة أوراق” بقلم : الدكتور عادل جوده

صمت رهيب~
خشخشة أوراق الصناديق،
فاز بالرهان!

كرة ~
لم تشفق على العشب،
خشخشة أوراق!

أنثى الطير~
تخصف الأوراق الضامئة،
خشخشة أوراق!

أجنحة العصافير ~
تنسل من يُتم الليل،
خشخشة أوراق!

خشخشة أوراق ~
تتدلى من أغصان،
الأرق!

خشخشة أوراق~
تلتحف ببقايا أمنية،
شجرة الحور!

خشخشة أوراق~
صوت المطر على العشب،
رائحة التراب!


فاطمة الفلاحي – فرنسا


بسمِ الأدبِ الرَّاقي، وبهديِ البيانِ العربيِّ الأصيل، تقفُ هذه المجموعةُ من الهايكو موقفَ النَّدى المتألِّق على أوراقِ الوجود، تحملُ في جنباتِها قلوبَ الحروفِ وأرواحَ المعاني. إنَّها نَفَحاتٌ شاعريَّةٌ تنسابُ بين الصَّمتِ والصَّوت، بين الحضورِ والغياب، بين الرُّوحِ والطَّبيعة.

“صمتٌ رهيبٌ ~
خشخشةُأوراقِ الصناديق،
فازَ بالرِّهان!”

ها هنا يلتقي المتناقضان: الصَّمتُ الذي يرهبُ الأسماع، والخَشخَشةُ التي تُفزعُ السُّكون. وكأنَّما الصَّمتُ يراهنُ على قدرتهِ على الإحاطةِ بالكون، فإذا بخَشخَشةِ الأوراقِ تُعلنُ انتصارَ الحياةِ على الفناء. إنَّها معجزةُ الحركةِ في قلبِ السُّكون.

“كرةٌ ~
لم تُشفقْ على العشب،
خشخشةُأوراق!”

للأطفالِ في هذا المشهدِ حضورٌ، لكنَّ القصيدةَ تتحوّلُ إلى تأمُّلٍ في قسوةِ اللَّعبِ على العشبِ البريء. وكأنَّما الخَشخَشةَ هنا هي صوتُ الألمِ الذي لا يُسمع أنينُ الطَّبيعةِ تحت وطأةِ الإهمال.

“أنثى الطَّيرِ ~
تُخصِّفُ الأوراقَ الضَّامئة،
خشخشةُأوراق!”

هنا تتحوّلُ القصيدةُ إلى لوحةٍ تراثيَّةٍ تعيدُنا إلى حكاياتِ الجدَّات.
الأنثى تخصِّفُ الأوراقَ كما تخصِّفُ الأمُّ شعْرَ ابنتها والخَشخَشةُ تصبحُ أغنيةَ الأمومةِ في عالمِ الطَّير.

“أجنحةُ العصافير ~
تنسلُّ من يُتمِ اللَّيل،
خشخشةُأوراق!”

كأنَّما الخَشخَشةُ هنا هي صوتُ التَّحرُّرِ من ظلمةِ اللَّيل موسيقى الفجرِ التي تُعلنُ ميلادَ يومٍ جديد. والعصافيرُ تنسلُّ من وحشةِ اللَّيلِ كما تنسلُّ النَّجمةُ من غيمة.

“خشخشةُ أوراق ~
تتدلَّى من أغصان،
الأرق!”

الأرقُ هنا ليس حالةً بشريَّةً فحسب بل هو حالةُ الكونِ كلِّه. والأغصانُ تحملُ الأرقَ كما تحملُ الأوراق، والخَشخَشةُ هي صوتُ الوجودِ القلقِ الذي لا يهدأ.

“خشخشةُ أوراق ~
تتلحَّفُ ببقايا أمنية،
شجرةُالحور!”

الحورُ شجرةُ الحُلمِ والأمنيات، والخَشخَشةُ هنا هي صوتُ الذِّكرياتِ التي تلتحفُ بها الشَّجرةُ كما تلتحفُ الأمُّ بطفلها.
وكأنَّما كلَّ ورقةٍ هي أمنيةٌ قديمةٌ ما زالتْ تهمسُ في الريح.

“خشخشةُ أوراق ~
صوتُالمطرِ على العشب،
رائحةُالتراب!”

في هذه الخاتمةِ
تتوحَّدُ الحواسُ كلُّها:
السَّمعُ في الخَشخَشة والبصرُ في المطرِ والعشب، والشمُّ في رائحةِ التراب.
وكأنَّما القصيدةَ تريدُ أن تقولَ إنَّ الحياةَ ليستْ مشهداً واحداً
بل هي توافقٌ عجيبٌ بين كلِّ الحواسِ والمشاعر.

هذه القصائدُ ليستْ مجرَّد كلماتٍ تنسابُ على الورق، بل هي أنفاسُ كونٍ يكتبُ قصَّتَه بلغةِ الورقِ والخَشخَشة.
فاطمةُ الفلاحيِّ لم تكتبْ بالحبرِ بل كتبتْ بندى الرُّوحِ ونسيمِ الرُّؤيا.
تحياتي واحترامي

شاهد أيضاً

وأحرز لاعبو المنتخب الوطني محمد دراغمة، ويامن طاهر، ومنذر شويكي الميداليات الفضية في بطولة كأس العالم للكيك بوكسينغ، واللاعبان حذيفة عبيدو، وحسن بواطنة الميداليتين البرونزيتين.

فلسطين تحرز 5 ميداليات بينها 3 فضيات في بطولة العالم للكيك بوكسينغ

شفا – تُوج لاعبو المنتخب الفلسطيني للكيك بوكسينغ، بخمس ميداليات من بينها 3 فضيات وبرونزيتان …