7:13 مساءً / 13 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

لو كنت بينكم اليوم ، استلهامًا من فكر القائد الشهيد ياسر عرفات ، بقلم : م. غسان جابر

لو كنت بينكم اليوم ، استلهامًا من فكر القائد الشهيد ياسر عرفات

لو كنت بينكم اليوم ، استلهامًا من فكر القائد الشهيد ياسر عرفات ، بقلم : م. غسان جابر


في هذا المقال، أستحضر روح القائد الرمز، الشهيد ياسر عرفات، كما لو أنه بيننا اليوم يخاطب أبناء شعبه في ظل ما تمرّ به قضيتنا من انقسام وتراجع.
أحاول أن أضع كلماته على لسانه، وأن أستعيد صوته الذي ما زال يدوّي في الذاكرة الوطنية الفلسطينية.
كيف كان سيتحدث؟ وما الذي كان سيفعله لو عاد بيننا اليوم؟
هذا المقال محاولة لتجسيد تلك الإجابة… بصوت أبو عمار نفسه، من قلب التاريخ إلى حاضر فلسطين.


بصوت القائد ياسر عرفات:


لو كنت بينكم اليوم، لما قبلت أن تبقى فلسطين جرحًا مفتوحًا في جسد الأمة، ولا أن تُختزل في سلطةٍ أو شعارٍ أو رايةٍ تتنازعها الأيدي.
كنت سأجمعكم كما كنت دائمًا أجمعكم… على كلمةٍ سواء، على البندقية الواحدة، والقرار الوطني المستقل، والراية التي لا تُقسَّم ولا تُباع.
كنت سأقول كما قلت يومًا:
“يريدونني أسيرًا أو طريدًا أو قتيلًا، وأنا أقول لهم: شهيدًا شهيدًا شهيدًا في سبيل الوطن.”


لكنني كنت سأضيف اليوم:
“ويريدونكم منقسمين متناحرين، فكونوا موحدين ثابتين، لا في وجه الاحتلال فقط، بل في وجه أنفسكم أولًا.”
لو كنت بينكم اليوم، لبدأت الإصلاح من القلب لا من القمة.
لقلتُ: الوطن لا يُبنى بالتصريحات ولا بالمؤتمرات، بل بالضمير النظيف، وبأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا.
كنت سأصلح البيت الفلسطيني من الداخل، وأعيد بناء منظمة التحرير لتعود بيتًا جامعًا لا ناديًا للمصالح.


كنت سأفتح أبوابها للشباب الذين لم يلوثهم الإحباط، وللنساء اللواتي صنعن الصمود في البيوت والمخيمات،
ولقلت لكل مسؤولٍ نسي موقعه: الشعب أكبر منك، والشهيد أكرم من كل كرسي.
ولو كنت بينكم اليوم، لجعلت المصالحة فرضًا وطنيًا لا خيارًا سياسيًا.
كنت سأجمع غزة والضفة على مائدةٍ واحدة، بلا وسطاء، ولا حسابات حزبية ضيقة.


كنت سأقول:


“من أراد فلسطين فليتنازل عن ذاته، ومن أراد ذاته فليترك فلسطين لأهلها.”
ولكنت أعدت الاعتبار لثقافة المقاومة الوطنية الواعية، تلك التي تعرف متى تصمد ومتى تتكلم،
متى تفاوض ومتى تشتعل في وجه الظلم.


كنت سأقول للعالم:
“نحن لا نطلب المستحيل، بل نطلب العدل، ومن يقف ضد عدل فلسطين يقف ضد ضميره الإنساني.”
كنت سألتفت إلى المزارع في خربة وادي السمن، إلى التاجر في باب الزاوية، إلى العامل في مخيم عايدة، وأقول لهم:
“أنتم العمود الفقري للوطن. لا تسمحوا للفساد أن يسلب تعبكم، ولا للحصار أن يسرق كرامتكم.”
كنت سأطلق ثورة في التعليم والعدالة والاقتصاد، ثورة لا شعار لها إلا: الكرامة أولًا.
ولو كنت بينكم اليوم، لرفعت الكوفية من جديد، وقلت للعالم كما قلت في الأمم المتحدة:
“لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، ولا تقتلوا الحلم الفلسطيني في صدري.”


لكنني كنت سأضيف اليوم:
“ولا تقتلوا الأمل في قلوب أبنائي بعدي، فالوطن لا يُبنى بالدموع، بل بالإرادة والوعي والإصلاح.”
أيها الفلسطينيون في كل مكان،


يا من حملتم هذا الوطن في وجدانكم كما نحمل الأم في القلب،
عودوا إلى أصل الحكاية… إلى الوحدة، إلى الشراكة، إلى حلم الدولة الحرة المستقلة.
فالقائد قد رحل جسدًا، لكنه لم يرحل فكرًا.


ولن يرحل ما دمتم أنتم مؤمنين بأن فلسطين تستحق الحياة والحرية والكرامة.
فليكن شعارنا جميعًا كما كان شعاري ذات يوم:
“على هذه الأرض ما يستحق الحياة… ولأجلها نحيا، ولأجلها نموت إن لزم الأمر.”
وليكن عهدكم أن تظل فلسطين أولًا… والكرامة دائمًا.
المهندس غسان جابر

شاهد أيضاً

السفير الصيني لدى الأردن قوه وي يحضر الدورة الثالثة لحوار الصداقة بين الصين والأردن افتراضيا

السفير الصيني لدى الأردن قوه وي يحضر الدورة الثالثة لحوار الصداقة بين الصين والأردن افتراضيا

شفا – في 13 نوفمبر، حضر السفير الصيني لدى الأردن قوه وي الدورة الثالثة لحوار …