
صباح الخير يا غزّة… يقال إن هناك وقفاً للموت ، بقلم : ثروت زيد الكيلاني
صباحُ الخير يا غزّة،
يُقالُ إنّ هناك وقفاً للموت،
وأنّ البنادقَ تعبتْ،
وأنّ السماءَ — لوهلةٍ — قرّرت أن تصمت.
لكن من يُقنعُ الريحَ
أنّ رائحةَ الدمِ لا تُمحى ببيانٍ سياسيّ؟
ومن يُقنعُ الترابَ
أنّ الوجوهَ التي غابتْ لن تعودَ مع الهدنة؟
صباحُ الخير يا غزّة،
يُقالُ إنّ الحربَ توقّفت،
لكنّ قلبي يسمعُ هديرَها في العيونِ التي لم تنم،
وفي الصغارِ الذين يسألونَ عن معنى “السلام”
كمن يسألُ عن طائرٍ لم يرهُ قطّ.
متى سيتوقفُ خلطُ الزيتِ بالدم؟
متى يعودُ للزيتونِ ظلُّهُ الآمن
وللأرضِ نكهةُ الحياة لا رائحةُ الفقد؟
أيمكنُ أن تُغسلَ شوارعُكِ يا غزّة
بالمطرِ لا بالدموع؟
صباحُ الخير يا غزّة،
يُقالُ إنّ هناك وقفاً للموت،
لكنّكِ تعلمينَ — كما نعلمُ نحن —
أنّ الموتَ لا يتوقّفُ بالتصريحات،
بل حين تتوقّفُ يدُ القاتل،
ويعودُ الزيتُ إلى جِراره،
والأمُّ إلى أبنائها،
والأرضُ إلى ما خُلقت له:
أن تُنبتَ سلامًا،
لا قبوراً
صباحُ الخير يا غزّة…
صباحُ من يؤمنونَ أن الحياةَ — رغم كلّ شيء —
أقوى من الموت،
وأنّ الزيتَ سيغلبُ الدمَّ
ذات صباحٍ آتٍ