9:36 مساءً / 1 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

بين روايتين : رؤية ترامب بين «ريفييرا غزة» ومسرحية واشنطن ، بقلم : المهندس غسان جابر

بين روايتين : رؤية ترامب بين «ريفييرا غزة» ومسرحية واشنطن ، بقلم : المهندس غسان جابر

حين نقرأ مقال الكاتبة كريستين حنا نصر بعنوان «رؤية ترامب: منطقة اقتصادية عالمية خاصة لريفيرا غزة الجديدة»، ونضعه مقابل مقالنا بعنوان «واشنطن تكتب المسرحية: وعود كبرى وضمانات بلا أسنان»، نجد أننا أمام سرديتين مختلفتين في الشكل، لكنهما تتقاطعان في جوهر واحد: كشف الوجه الحقيقي للخطة الأميركية المطروحة لإنهاء الحرب في غزة.

أولًا: أوجه الشبه

المصدر المشترك: كلا المقالين ينطلق من الخطة الأميركية التي أعلنها الرئيس ترامب، ويركّز على البنود نفسها: وقف الحرب، إطلاق الرهائن خلال 72 ساعة، نزع سلاح حماس، وإقامة إدارة مؤقتة ذات طابع دولي تحت إشراف مجلس سلام تقوده واشنطن.

البُعد الإنساني: المقالان يعترفان أن غاية أي مبادرة سياسية يجب أن تكون تخفيف المأساة عن سكان غزة، ووقف آلة القتل التي لم تترك بيتًا إلا وخلّفت فيه دمعة.

حضور التهديد: كلا المقالين يلتقطان لغة ترامب القاسية حين أعطى حماس مهلة محددة للرد، مقرونًا بوعيد بـ«الجحيم» في حال الرفض.

ثانيًا: أوجه الاختلاف

مقال كريستين يقدم الخطة بصيغة أقرب إلى السرد التقريري مع إشارة إلى خطورتها على حماس، لكنه يضع تركيزًا خاصًا على البعد الاقتصادي من خلال فكرة «ريفيرا غزة» كمنطقة اقتصادية عالمية خاصة.

مقالنا ركّز على البعد السياسي – الدبلوماسي، وحاول أن يقرأ الخطة كجزء من «مسرحية كبرى» تُعرض في واشنطن، تُرفع فيها العناوين البراقة فيما تبقى الضمانات غائبة.

كريستين تشير إلى أن الخطة تسعى إلى «تجميد الحركة كليًا» وتقبل باستعراض هذا الشرط كما هو دون تفكيك انعكاساته الاستراتيجية على المشروع الوطني الفلسطيني.

في مقالنا، جرى طرح سؤال مركزي: هل يمكن أن تُدار غزة عبر حكومة مؤقتة تستبعد الفصيل الأقوى عسكريًا وتنظيميًا من دون أن يتحول ذلك إلى وصاية طويلة الأمد تقوّض الحق الفلسطيني في تقرير مصيره؟

كريستين تميل إلى إظهار الخطة كفرصة صعبة لكنها ربما تشكّل بداية لانفراج إنساني واقتصادي، مع التحذير من عواقب رفضها.

نحن نظرنا إليها كخطة فاقدة للضمانات، وقد تتحول من «ترحيب إنساني» إلى «استسلام سياسي»، إذا لم تضع نصب عينها كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني.

ثالثًا: ما بين السرديتين

يمكن القول إن مقال كريستين يعبّر عن زاوية «اقتصادية – تنموية» قد تروق لبعض الأوساط الباحثة عن أفق اقتصادي جديد للقطاع، فيما يعكس مقالنا رؤية أكثر «سياسية – نقدية» تشكك في حقيقة الضمانات الأميركية. كلا الطرحين يلتقيان عند البُعد الإنساني، لكنهما يفترقان في الإجابة على السؤال: هل الخطة بداية بناء، أم بداية وصاية؟

نقول: إن المقارنة بين المقالين تكشف عن معركة سرديات حقيقية: هناك من يرى غزة القادمة على شكل «منطقة اقتصادية عالمية خاصة» تحت رعاية ترامب، وهناك من يقرأها كـ«مسرح دبلوماسي» يُخفي تحت أضوائه غياب الضمانات.


لكن المعيار الأهم يبقى ما طرحناه: ماذا سيحدث لإنسان غزة؟ هل سيتوقف القتل وتُفتح المعابر وتُعاد الحقوق، أم سنجد أنفسنا أمام عناوين جديدة تغطي مقابر إضافية؟

  • – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

رؤية ترامب ، منطقة اقتصادية عالمية خاصة لريفيرا غزة الجديدة ، بقلم : كريستين حنا نصر

واشنطن تكتب المسرحية : وعودٌ كبرى .. وضماناتٌ بلا أسنان ، بقلم : المهندس غسان جابر

شاهد أيضاً

رشقة صاروخية ضخمة وطويلة المدى من قطاع غزة تجاه مدينة اسدود

رشقة صاروخية ضخمة وطويلة المدى من قطاع غزة تجاه مدينة اسدود

شفا – أطلقت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مساء اليوم رشقة صاروخية ضخمة وطويلة المدى …