12:22 صباحًا / 8 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

حين يقول الفلسطيني : ما معي أدفع ، فاعلم أن الوطن ينزف من الجيب قبل القلب ، بقلم : البروفسوره الدكتوره عطاف الزيات

حين يقول الفلسطيني : ما معي أدفع ، فاعلم أن الوطن ينزف من الجيب قبل القلب ، بقلم : البروفسوره الدكتوره عطاف الزيات

مقدّمة


في كل بيت فلسطيني اليوم حكاية تختصر وجع شعبٍ كامل…
فواتير تتراكم، وديون تكبر، وحياة تصبح أثقل من القدرة على الاحتمال.


اقرأ هذا المقال… ليس لتضع إعجابًا، بل لتفهم كيف يُصارع الفلسطيني يوميًّا ليبقى واقفًا رغم كل شيء.

أيُّها القارئ…


قبل أن نحسب الأرقام، وقبل أن نفتّش في السياسة أو الاقتصاد، دعنا نصغي إلى الجملة الأكثر شيوعًا داخل البيوت الفلسطينية هذه الأيام:
“ما معي أدفع… لا للكهربا ولا للمي… ولا قادر أسكّر التزاماتي اتجاه الناس.”

هذه ليست كلمات غضبٍ عابر، ولا تبريرًا لضيق الحال…
إنها صرخة وطنٍ كامل فقدت بيوته القدرة على الاحتمال، وبدأت أعصابه الاقتصادية تتهاوى تحت وطأة حربٍ مفتوحة وغلاءٍ خانق وغياب أفق يزداد غموضًا يومًا بعد يوم.

نحن لا نتحدث عن ترفٍ أو كماليات…
بل عن أبسط حقوق الإنسان: كهرباء تُنير البيت، ماء يروي العائلة، وديون تراكمت حتى صار سدادها حلمًا بعيدًا.

لماذا وصل المواطن إلى هذا الحد؟

لأن الحرب لم تكتفِ بإسكات الأصوات… بل أسكتت مصادر الرزق.


أغلقت أبوابًا كانت تُفتح كل صباح، وسحقت فرص العمل، وأوقفت عمالًا وموظفون يبحثون عن رغيف يومهم كما يبحث الغريق عن الهواء.

ولأن الأسعار ارتفعت بجنون، بينما بقي الدخل كما هو: قليل، أو معدوم، أو منقطع تمامًا.

ولأن الفواتير تراكمت مثل جبلٍ فوق صدر المواطن، فلا يستطيع دفعها ولا يستطيع تجاهلها.

ولأن الفلسطيني يعيش بين واقعٍ يضغط عليه، ومستقبلٍ لا يَعِدُه بشيء سوى مزيدٍ من المجهول.

الأثر النفسي والاجتماعي

ليس سقوط القدرة على الدفع هو المشكلة وحدها…
إنّ السقوط الحقيقي هو ذاك الصوت الداخلي الذي يقول كل ليلة:
“كيف سأدبّر أمور الغد؟”
“كيف سأحافظ على بيتي؟”
“كيف سأواجه التزاماتي أمام الناس؟”

الأم تُدير مصروف البيت كما تُدار المعارك…
والأب يجلس أمام الفواتير كمن ينتظر حكمًا لا مفر منه…
والأطفال يتعلمون مبكرًا أن عبارة “مش قادرين” أصبحت جزءًا من قاموس الحياة اليومية.

صوت يجب أن يُسمع

هذا المقال ليس للشكوى…
بل هو لرفع الستار عن واقعٍ اختنق فيه المواطن تحت عبء الضروريات، حتى أصبحت الكهرباء والماء والخبز معارك يومية.

حين يقول الفلسطيني: “ما معي أدفع”
فهو لا يُعبّر عن ضيق شخصي…
بل عن وجع شعبٍ كامل ما زال يقاتل في كل تفاصيل حياته.

كلمة أخيرة

إلى كل من يقرأ…
إن أردت أن ترى معنى الصمود الحقيقي، فلا تنظُر فقط إلى الحروب والدمار؛
انظر إلى الإنسان… ذلك الذي يقاتل ليحفظ بيته، وليبقى واقفًا رغم أن كل الظروف تدفعه للسقوط.

هذا النص ليس فقط ليحصل على إعجابات…
بل ليكون صوتًا واضحًا لواقعٍ يجب أن يُسمع، ووجعٍ يجب أن يُدرك، وشعبٍ يستحق حياة أفضل من هذا الضيق اليومي

شاهد أيضاً

إصابة طفلين جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهما على حاجز بيت فوريك

إصابة طفلين جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهما على حاجز بيت فوريك

شفا – أصيب طفلان، مساء اليوم الأحد، جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهما عند حاجز …