
مساقات متطلبات الجامعة بين مؤيد ومعارض ، هل آن الأوان لإعادة التفكير فيها ، بقلم : د. فواز عقل
تسعى الجامعات بشكل عام والجامعات الفلسطينية بشكل خاص إلى الوصول إلى جودة التعليم وتحاول توفير بيئة جامعية تتلاءم مع متطلبات الجودة و النوعية لمواكبة التجديد من خلال متطلبات جامعية يدرسها كل الطلاب و هي تشكل قاعدة مشتركة لجميع الطلاب في كافة التخصصات و التي تهدف إلى زيادة قدرة الطالب العقلية و الثقافية و المهارية و اللغوية و هي تشكل أهم المحاور الرئيسية في الخطة الدراسية في جامعات كثيرة و من خارج نطاق تخصص الطالب و رغم الأهداف التربوية و الثقافية التي تقف وراءها هذه المتطلبات إلا أن هنالك جدلا كبيرا بين مؤيد و معارض حول مالها و ما عليها و مدى ارتباطها بحاجات الطالب و هي عبارة عن مجموعة من المساقات الدراسية الإجبارية مطلوبة لجميع الطلاب بغض النظر عن موضوع التخصص و قد تشمل مساقات اللغة العربية و اللغة الإنجليزية و الثقافة الإسلامية و مهارة الاتصال و مهارة الحاسوب و الدراسات الفلسطينية و هذه المتطلبات تقسم إلى جزئين :الإجباري حيث يدرس الطالب 18 ساعة و الاختياري حيث يدرس الطالب 12 ساعة، ما مجموعه ثلاثين ساعة، و هذا يظهر الحاجة إلى إعادة النظر فيها بشكل جذري ولكن إعادة النظر لا يعني إلغاؤها بل تطويرها و تجديدها لتواكب حاجات الطالب و المجتمع المتغيرة و هي من المواضيع التي تشغل كاهل الطلاب و المدرسين.
أصحاب الآراء المؤيدة يرون أن هذه المتطلبات:
1-ممكن أن تساعد في بناء شخصية الطالب
2-تساعد على تعزيز الانتماء
3-توسيع أفق الطالب الثقافي
4-تنمية بعض المهارات كالكتابة الأكاديمية
5-هذه المساقات لا توسع ثقافة الطالب فقط بل تمنحه الأدوات والمهارات التي تتماشى مع احتياجات القرن الواحد والعشرين.
أما أصحاب الآراء المعارضة فيرون:
1-أن محتوى هذه المساقات يكون غالبا مكرر ولا يضيف جديد إلى الطالب
2-قد تشكل عبء إضافي على الطالب وتؤثر على المعدل التراكمي للطالب
لماذا الدعوة إلى إعادة التفكير فيها:
1-لأنها غير مرتبطة بموضوع التخصص من ناحية ومن متطلبات سوق العمل من ناحية أخرى.
2-يرى البعض أن بعض هذه المساقات درسها الطالب في المرحلة الثانوية ويعاد تطويرها في الجامعة دون تطوير.
3-تؤثر سلبا على معدل الطالب التراكمي.
مقترحات لتطوير مساقات متطلبات الجامعة:
1-ربط هذه المساقات بموضوع تخصص الطالبة ما أمكن.
2-الابتعاد عن التلقين والحفظ وتدرسيها من خلال أساليب أكثر تحفيزا ومرونة وتنوعا.
3-تحديث المحتوى باستمرار لضمان ملاءمتها العصر
4-يرى البعض تحويلها إلى مساقات اختيارية يختار الطالب ما يناسبه.
ومع هذا يبقى هذا الموضوع مفتوحا للنقاش الجاد الحكيم المسؤول بين المؤيدين والمعارضين وكل له مبرراته ولذلك لا بد من إعادة التفكير في هذه المساقات لتكون مرتبطة بحاجات واهتمامات الطالب.
و أخيرا، هل طلاب الجامعات يدخلون السوق بمهارات أكاديمية نظرية وليس لديهم الخبرة في العلاقات الإنسانية؟ هل التعليم الجامعي يخرج طلاب لديهم المعرفة النظرية فقط؟ وأقول يجب المزج في المهارات العقلية الإبداعية وما يقدمه الذكاء الاصطناعي من فرص وأدوات حديثة ولهذا يجب إعادة التفكير في كل مكونات العملية التعليمية.
وأخيرا أقول، نحن التربويون المحاورون أصحاب اليقظة أصحاب البوصلة نصنع البوصلة لليوم التالي ولا ننتظرها.
- – د. فواز عقل – باحث في شؤون التعليم والتعلم – فلسطين