مَن أنتِ؟ بقلم : راوية جراد

مَن أنتِ؟ بقلم : راوية جراد

إنّـي التي من جذور الحلم أرويني
كشتلةٍ مِن خفـايا الكونِ تُحـييـني
إنّـي إذا سألوا: مَـن أنتِ؟ قلتُ لهم
إنّــي الـمـسافةُ بـيـنَ الـجـدّ والـلّـين
إنــي الـحـقيقةُ لـكـن فــي مـعـاقلها
إنّــي الـضياءُ، الـذي مـا ضـرّ يـعميني
إني التي حينَ ضاقَ الأفقُ في لغتي
وسَّـعتُهُ، واحـتويتُ الحرف في الحين
مـــن لا يُـحـرّكُـهُ الـمـجـهولُ تـخـدعُهُ
أفـخاذ شـمس تـعرّت فـي بـساتيني
الـشـعر ضـوئي وإن خـاصمتُهُ رقـصت
أبــراجُ كــل الـقـوافي كــي تـسلّيني
مـا كـلُّ صـمتٍ خـنوعٌ، إنّ فـي لـغتي
حــرف الـتـمرّدِ، أخـتــامٌ بِسجّيـني
مــا كـنـتُ ظــلًّا، ولا وهـمًـا، ولا عـبثا
بــل كـنـتُ شـكًّـا إذا آمَـنتُ، يُـفنيني
لــم يـطـرق الـكائنُ الـعبثيُّ كـوكبتي
إذ كـنتُ نَـبضًا، رؤًى، أحيا على ديني
فـــيّ الـهـلال، وفــي الآفــاقِ رؤيـتُـه
مـسـرى نـبـيٍّ بوحي الغيبِ يهديني
الــوقـت قـيـدٌ ولا نـبـض سـيـأسرني
كـيما أصلي على مَن ضلّ في الطينِ
فـلـيـحترقْ كـــلُّ اســـم لا يُـقـدِّرنـي
مـا دام لـي مـن ثوى قلبي ويـُحييني
يـا أيـها الـبحر، كن في الصدرِ منتفضًا
واقــذف بِـخرقة قـلبي حـين تـرميني
كُـن فـي الفؤاد، جحيما شقّ أوردتي
فـالعشق داء، تـهادى فـي شراييني
والـعـشق نــارٌ، إذا هـاجـت بِـأوردتي
سـتـسـتجير بِصمتي حـيـن تـُطـفيني
إنـي صـدى، مِن نشاز الكون مئذنتي
إنـــي الـنـداءُ، ولـكـنْ مــن يـوافـيني
إنـي الـتي، نـفخ الشيطان في دمها
فـاستبسلت تقطف التفاح في الحين
نـسـيـتُـني بــيــن أهــــدافٍ مُـرتَّـقـةٍ
تـسري بيَ الريحُ عصفا في مياديني
آويــت حـزنـي لـبـعض الـغـيم تـقنعه
أن يـطـلـق الآه في جوف الـبراكين
فـأعرضت عـن سـمائي قبّلت عنقي
وطـارحـتـنـي تـثـيـر الــوجـد بـِالـلـين
كــأنّـنـي بنتُ أحــزانِـي أوسّــدهـا
عـلـى الـصـراط أجــرّ الـطـين بـِالطين
إنـــي الـنـهـايةُ فــي دربٍ سـأعـقده
عــلـى الــفـراق لـعـلـي لا أوافـيـني
إنـي الـتي، فـي شقوق الروح أدفنُني
والـمـوت يـبحثُ عـن طـرفي لـِتأبيني
أبـديـتُ لـلـكون مـيـعادًا لـيـلحق بـي
إمـــا تــأخـر عــن نـبـضي سـيـرثيني
إن مـتُّ، قادت حروفي ضلعَ خارِطتي
مـنـها انـبـعاثي، وهذا الـكونُ يَبــكيـــني
من ديوان5: آن الأوان