11:25 مساءً / 17 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

“أريد الله” بقلم : قمر عبد الرحمن

“أريد الله” بقلم : قمر عبد الرحمن

بان زياد… صرخة امرأة في وجه الظلم، رحلت الدكتورة بان زياد في البصرة، طبيبة النفس التي كرّست حياتها لعلاج جراح الآخرين، فإذا بها تُغادر الدنيا بجراح غامضة، بين رواية انتحار لا يصدقها أحد، وملامح جريمة صريحة تركت على جسدها آثارها. دماؤها كتبت على الجدار عبارة موجعة: “أريد الله”، وكأنها لم تجد في لحظتها الأخيرة سوى الاحتماء بالمطلق، بالعدل الذي لا يُخدع.

قصة بان ليست حكاية فردية، بل هي مرآة لواقع المرأة في هذا العصر: امرأة تتعلّم، تجتهد، تنجح، ثم تُواجَه بمنظومة ظلمٍ قد تسرق حياتها بدم بارد. المرأة اليوم تحمل عبء الحلم، وتدفع ثمن صلابتها في عالمٍ لم يعتد أن يرى فيها سوى الهامش.

لكن بان، حتى برحيلها، صارت رمزًا. رمزًا لامرأة تقول لكل أخواتها: لا صمت بعد الآن، لا خضوع أمام رواياتٍ تُفصَّل لإخفاء الحقيقة. المرأة أقوى من أن تُمحى، وأبقى من أن يُكسر حضورها، وظلم هذا العصر، مهما تعاظم، سيبقى هشًّا أمام دمعة صادقة، أو اسمٍ خالدٍ مثل اسم بان زياد.

إن حقّ المرأة ليس منحة تُعطى، ولا فضلًا يُمنّ به عليها، بل هو حقّ أصيل ووجود ثابت، تمامًا كما للسماء حقُّها في أن تُشرق، وللبحر حقُّه في أن يتنفس. المرأة ليست كائنًا ثانويًا، بل هي شطر الحياة، وكل ظلمٍ يقع عليها إنما هو جرحٌ في ضمير الإنسانية كلّها.

وفي عالمٍ يحاول أن يُخرس أصوات النساء، تظل الحقيقة أوضح من كل التزييف: لا نهضة بلا امرأة، ولا عدل بلا إنصافها. إن رحيل بان زياد، بكل ما يحمله من ألم وغموض، يذكّرنا أن قضية المرأة ليست هامشًا، بل هي قلب معركة الإنسان ضد القسوة والظلم، وأن صوتها – مهما حاولوا إسكاته – سيبقى ممتدًا كالنور، لا يخبو ولا يُطفأ.

شاهد أيضاً

وقفة دعم وإسناد للأسرى في طوباس

شفا – نظمت حركة فتح وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير ولجنة التنسيق الفصائلي، مساء …