
نصوص هايكو عن الحرب ، بقلم : قمر عبد الرحمن
“حروف معكوسة”
اغتالت عمر الوطن-
سامح فتح = حتف حماس
والفاتحة على روح الشّعب!
*
“بعد الحرب”
سقط حبل الغسيل الطّويل-
وبقي قلب الأمّ؛
ملطّخٌ بالفقد!
*
“قرارٌ في بلادي”
البقاء، نصف فرح
الرحيل، نصف حزن
انشطارٌ في الأمنية والمنيّة!
*
“جائعٌ عند الحاجز”
هل من علامةٍ فارقةٍ في جسدك؟
تدثّر بالصّمت، فتّشوه..
وجدوا الموت!
*
“إنهاك”
في آخر محطّةٍ للحرب-
يطلّ الأمل علينا،
عجوزًا يمشي على عكاز!
*
“لغة المطر”
تطرق النّوافذ والأبواب-
والبيت لا لغة له، ليجيب المطر
بعد التهجير!
*
“يوم القيامة”
دعوات المُجوّعين-
بالجملة؛
على رؤوس الحكّام!
*
“طموحٌ في بلادي”
يعتلي السّماء-
وسرعان ما يذوب
مع ملح الواقع!
*
“فطرة”
لا يخضع البحر للقوانين-
والبحر ظلٌّ؛
للشّعب!
*
“على حافة الذاكرة”
جلسنا نتبادل أطراف القهر-
ونجمع أشلاءنا ومَن نحبّ؛
أنا وصديقي الوطن!
*
“حدود”
طفلٌ بكفن الأمل-
يفتش عن غفوةٍ صغيرة، عن سريرٍ
خارج حدود الرصيف!
*
“افتقادٌ للهويّة”
الشّاطئ منصة الحيارى-
والموج جمهورٌ يصرخ؛
ما زلت حيًّا!
*
“ذاكرةٌ تشهق صورًا”
ألبومٌ يتنعّم بأحضان الأمّهات،
في بيتٍ مطرّزٍ بالتاريخ،
لاجئٌ يبكي حقّ العودة!
*
“بورصة بلادي”
هبوطٌ بأسعار الحياة-
فائضٌ في عرض الموت؛
منذ توزّعت الأسهم على الطّغاة!
*
“تعاكس”
في آخر محطّات الحرب-
يقول الموت:
أشهد أنّي قد عِشت!
*
“عدالة”
لن يخطئك الموت-
إن ارتكبت،
الإنسانيّة!
*
“نبيٌّ بين الرصاص”
في الفسحة الكونيّة-
رأيتُ الفلسطينيّ وحده؛
تقول: قنّاصةٌ عبريّة!
*
“سياسة”
خيبة الروح الكبرى-
بعد شهداء الجوع؛
سقطت ثوابت الوطن!
*
“تساؤل”
من أين ستأتينا الورود؟
بعدما نما الشّوك؛
في الأحلام، وفي البلاد!
*
“ترمّلت القلوب”
بعد عرس الخراب-
لم يغضب أحدٌ،
من عورة التطبيع!
*
“همٌّ عتيق”
الضمير لن يستفيق-
صالح ظلالك، وعانق صغارك
قبل الحريق!
*
“إرهاب أمّ”
عند الحاجز العسكريّ-
تلعثمت بجوع أبنائها؛
وخبّأت ربطة الخبز!
*
“دوخة”
منتصبًا في العراء-
يلتزم الأمل، ورأسه يدور حول
رغيفٍ متخيّل!
*
“أما بعد”
أمام هذا الدم والوهم-
الصّحو الحقيقيّ؛
ألّا تصحو!
*
“ما تبقّى”
قبل النّزوح-
صافحنا روائح البيت،
ولوّحنا بكفِّ الحزن للظّلال!
*
“صحراء الخذلان”
هذه الرمال تكبّل ظلّي-
إلى أين نمضي؟
البلاد أنا، وأنا وحدي!
*
“هروب”
ضاق الحلم كثيرًا-
خلع ثوب العروبة؛
وظلّ لسانه ينطق الضّاد!
*
“أفق”
دون أن يلتفت لعواء الحرب-
تنهد وتساءل:
متى سيفتح البحر قلبه للهاربين؟