3:44 مساءً / 31 يوليو، 2025
آخر الاخبار

الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ، فرصة لتصحيح خطيئة القرن أم فخ جديد؟ ، بقلم : علاء عاشور

الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ، فرصة لتصحيح خطيئة القرن أم فخ جديد؟ ، بقلم : علاء عاشور

الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين ، فرصة لتصحيح خطيئة القرن أم فخ جديد؟ ، بقلم : علاء عاشور

يشكل الاعتراف البريطاني المنتظر بدولة فلسطين لحظة سياسية فارقة يمكن أن تمثل نقطة تحول في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وفرصة نادرة لتصحيح خطيئة تاريخية ارتكبتها بريطانيا قبل أكثر من قرن بوعد بلفور المشؤوم، الذي وضع الأساس السياسي والقانوني لقيام دولة إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

إن قراراً كهذا، إذا ما تم، لا يجب التعامل معه بصفته مكافأة رمزية أو معنوية، بل باعتباره مكسبًا سياسيًا ودبلوماسيًا يجب البناء عليه ضمن إستراتيجية وطنية شاملة. فالمطلوب اليوم ليس مجرد سلسلة من الاعترافات الدولية، وإنما اعتراف حقيقي يُترجم إلى إجراءات تضمن تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ولعل هذا التحول في الموقف البريطاني يعكس، إلى حد ما، تصدعًا تدريجيًا في جبهة الدعم الغربي المطلق لإسرائيل، ويكشف عن تزايد القناعة الدولية بأن استمرار الاحتلال وتغوّل المشروع الاستيطاني قد وصل إلى مستويات تقوّض فرص “السلام” وتفجّر الأوضاع بشكل دائم. كما أن المواقف الأوروبية المتقدمة نسبيًا، قد تفتح الباب أمام إعادة صياغة العلاقة الأمريكية مع الملف الفلسطيني، خصوصًا أن بقاء واشنطن في موقعها المتطرف والمعزول بات عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا حتى على حلفائها.

لكن، وسط هذا التفاؤل الحذر، تبرز الإشكالية الكبرى: ما حدود الدولة الفلسطينية التي يجري الحديث عنها؟ وما وضعية القدس في هذه المعادلة؟ هنا تكمن الخطورة الحقيقية، فالشيطان يكمن في التفاصيل، والخوف كل الخوف من أن تتحول الاعترافات الدولية إلى نسخة مشوّهة من الدولة الفلسطينية – دولة بلا سيادة، بلا حدود واضحة، مقطّعة الأوصال، وبدون القدس كعاصمة فعلية.

إن أي محاولة لفرض تسوية مبهمة أو منقوصة ستكون أخطر من الاحتلال ذاته، لأنها تعني ترسيخ الأمر الواقع بدلاً من تغييره. ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الموقف الفلسطيني على قدر التحولات الدولية. نحن بحاجة إلى موقف وطني موحد، قائم على التمسك بالثوابت، وعلى رؤية استراتيجية قادرة على توظيف هذه الفرصة التاريخية لاختراق الحصار السياسي والدبلوماسي، دون الوقوع في فخ التنازلات المجانية.

لقد آن الأوان لتتحرك القيادة الفلسطينية بخطاب موحد، وخطة عمل واضحة، تنطلق من الميدان الدبلوماسي، ولكنها لا تغفل أيضًا عن أن معركة الاعتراف بدولة فلسطين هي جزء من معركة الحرية والتحرر الوطني، وأن الدولة لا تولد على الورق فقط، بل تحتاج إلى إرادة سياسية، وتماسك داخلي، ودعم شعبي جامع.

إننا أمام لحظة سياسية دقيقة، لا تحتمل التردد ولا التجزئة، وإذا ما أُحسن استثمارها، فقد تكون بداية النهاية لعقود طويلة من التهميش والنكران لحقوق شعبٍ صمد طويلاً في وجه التاريخ.

شاهد أيضاً

السفير الصيني لدى فلسطين تسنغ جيشين خلال مؤتمر صحفي في رام الله : الصين تدعم عدالة القضية الفلسطينية

السفير الصيني لدى فلسطين تسنغ جيشين خلال مؤتمر صحفي في رام الله : الصين تدعم عدالة القضية الفلسطينية

ما يحدث في غزة أسوء كارثة في التاريخ شفا – عقد السفير الصيني لدى فلسطين …