
شفا – تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والتي أكد فيها تصميم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين، وعبّر خلالها عن إدانة واضحة لمجزرة توزيع الغذاء في قطاع غزة واصفاً إياها بـ”العار الذي يمس كرامة الإنسان”، فإننا في الجبهة العربية الفلسطينية نرحب بهذا الموقف المتقدم، ونعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار للحق الفلسطيني في مواجهة واحدة من أبشع صور الظلم التاريخي والعدوان المستمر.
إن ما أشار إليه الوزير الفرنسي بشأن مقتل أكثر من 500 فلسطيني وإصابة آلاف آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، ليس مجرد حادثة عارضة، بل يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان في سياق حملة إبادة منظمة تمارسها حكومة الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة، دون رادع دولي حقيقي.
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يغادر مربع الإدانات اللفظية والمواقف الرمزية، وأن ينتقل إلى مربع الفعل والمحاسبة، بدءاً من الاعتراف الكامل والفوري بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، مروراً بفرض العقوبات على دولة الاحتلال، وليس انتهاءً بإحالة قادتها إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاكمتهم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يقترفونها يومياً بحق أبناء شعبنا.
إن الانتصار لقيم القانون الدولي ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية يمر عبر فلسطين اليوم، وما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، فإن مصداقية المنظومة الدولية ستبقى على المحك، وستستمر جرائم الاحتلال في ظل شعور بالحصانة والتواطؤ.