8:59 مساءً / 19 يونيو، 2025
آخر الاخبار

“على ذمّة الزيزفون” عَقدُ الجُرحِ بين الإنسان والكون ، بقلم : جوان سلو

"على ذمّة الزيزفون" عَقدُ الجُرحِ بين الإنسان والكون ، بقلم : جوان سلو

“على ذمّة الزيزفون” عَقدُ الجُرحِ بين الإنسان والكون ، بقلم: جوان سلو

في ديوانها الشعري على ذمة الزيزفون الصادر عن دار ميزوبوتاميا في مدينة القامشلي عام 2024، تَبني الشاعرة أناهيتا سينو محكمةً شعرية وجودية، تحاكم فيها الخيبات والخذلانات أمام شاهدٍ صامتٍ – شجرة الزيزفون – التي تتحول تدريجياً إلى متّهم، وضامن، وشريك في الألم.

يتألّف الديوان من خمسين قصيدة تتوزّع على 108 صفحات من القطع المتوسط، وتختار شجرة الزيزفون المزروعة على ضفاف نهر الخابور في مدينة سري كانيه، رمزا يتجاوز التزيين الطبيعي، ليغدو تجسيدا كونيًّا لجرح النزوح والفقد. فهذه الشجرة لا تكتفي بموقعها الجغرافي بين ضفتي النهر، بل تحتل موقعا عاطفيا وروحيا بين ضفتي الذات والكون، كمحطة للبوح وللتواطؤ مع العزلة.

منذ العنوان، تُبرِم الشاعرة عقدا وجوديا غريبا، يتداخل فيه اللوم بالثقة، والخذلان بالأمل، تمامًا كما تتقاطع أوراق الزيزفون المتساقطة في رياح الهجرة مع محاولات الشاعرة لالتقاط المعنى من هشيم الألم.

ليس الزيزفون هنا مجرد خلفية طبيعية، بل هو “صكُّ ضمانٍ وجوديٍّ ممزّق”، كما تصفه الشاعرة ضمنيًا، وكأنّه شهادة ميلاد للجُرح، أو بقايا تعاويذ لم تعد تنقذ.

في هذا السياق، يصبح العالم الشعري ساحة لمحاكمة الذاكرة، تكتب فيها الذات الشاعرة لدرء الصمت، وتحوّل الجراح إلى أيقونات مجنونة للجمال. الشعر، في هذا العمل، لا يرثي الألم فحسب، بل يعيد ترتيبه ليصير قابلا للتأمل، ومكانا للنجاة الرمزية…

“زيزفونة ثكلى”

أنثرُ الكلمات على الملح
لتكوي جرح الزيزفون
وقد أطال الله عمر الخيبة
فخاب جرحي من وأد العوسج
زهرة الرمان تذكرني بقلب
أنت غافله
وبحر يرتب عبث الأمواج
ويصلي في صمت ضجيج القاع
على حين شوق
تغادرني صحوة الأرض وتشهر السماء
في وجهي كل خيانات الطيف
فألتمس خيانة الشغف
وأعود أدراج الرياح
وأتيمّم بمصل البوح
أكسر جليد الكلمات
بريشة اعترفت للعشق
بالخذلان
وراحت ترسم
من صباحاتٍ ثكلى
أيقونة الهذيان…

شاهد أيضاً

الاحتلال ينصب بوابة حديدية عند مدخل بيت ليد شرق طولكرم

الاحتلال ينصب بوابة حديدية عند مدخل بيت ليد شرق طولكرم

شفا – نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، بوابة حديدية على المدخل الرئيسي لبلدة …