12:25 صباحًا / 17 يناير، 2025
آخر الاخبار

الاختلاف والاتفاق بين الدول الاستعمارية ، بقلم : فادي البرغوثي

الاختلاف والاتفاق بين الدول الاستعمارية ، بقلم : فادي البرغوثي

الاختلاف والاتفاق بين الدول الاستعمارية ، بقلم : فادي البرغوثي


بداية يجب أن ننتبه بان روسيا من لحظة سقوط الاتحاد السوفيتي وهي في إطار نظام يتعامل مع الدول ليس وفق اجندات أيدولوجية بل على اساس تحقيق مصالحه، حيث أن الاختلاف بينه وبين الغرب قائم على من سوف يسيطر على العالم، لذا تصبح العلاقة ، علاقة تنافس واتفاق وبحسب المصلحة، وهذا ما قد شاهدناه على الاقل في العلاقات الروسية التركية والتقلبات الحاصلة وبه تعرف مدى سياسية المصالح لهذه الدول.


لذلك فإن العلاقات الروسية، مثلها مثل بقية الدول لا تقوم على المبادئ الكاملة، بل تقوم على المصالح الكاملة، ولربما تخلي روسيا عن الأسد جاء من هذا القبيل، بإدراكها ان مصلحتها لم تعد مع الأسد ، ولا استبعد بان أردوغان ثعلب السياسة واللاعب الأكبر فيها ، في الفترة الأخيرة ، قام بصياغة هذا الاتفاق بين كافة الأطراف والولايات المتحدة الأمريكية لتصبح جميع هذه الدول كسبانة من تقسيم العالم في بينها.


في هذا الإطار لا بد من الإشارة، بان الدول الاستعمارية في بداية الأمور، تتنافس فيما بينها ظنا منها ان البعض يمكن أن يحصل على الكعكة كاملة دون انتقاص، وحينما يدرك ان التنافس لا يفيد تبدأ هذه الدول في تقديم تنازلات معينة حول طبيعة هذه الكعكة ويتم الاتفاق عليها ، ( انظر الاختلاف والاتفاق الفرنسي البريطاني ) وما افرز، وقد حدث ذلك سابقا مع الدولة العثمانية حينما ضعفت ، وقد تم المنافسة بين الدول الاوروبية عليها وقد سميت الرجل المريض وقد زادت هذه المنافسة من عمر هذه الدولة .


وبعد ذلك وحينما شعرت الدول الاستعمارية بان الكعكة لا يمكن لأحد الاستحواذ عليها بشكل كامل كان الاتفاق على تقسيم الكعكة.


وما اشبه اليوم بالبارحة، فقد استغلت هذه الدول حاجة الناس للحرية ، وللدويلات التي كانت تحت الدولة العثمانية ولربما كانت الثورة العربية الكبرى، احد اهم مشروع تقسيم الدول العربية آنذاك، بالاتفاق مع بريطانيا لجعل الدول العربية دولة واحدة من الخليج إلى المحيط ، دليل على ذلك، لان النتيجة كانت التخلص من الدولة العثمانية بالمقابل تحالفت هذه الدول مع قوى الاستعمار والتي قسمت هذه البلاد فيما بينها وشكلت اسرائيل لتكون خنجرا في قلب الأمة.


ان الذي جرى في سوريا ، لا يختلف عن الذي جرى مع الاتفاق مع الشريف حسين وبريطانيا التي اخذت منه ما تريد وبعدها تنكرت له ، وافرزت سايس بيكو و سان ريمو ،وإسرائيل، وجعلت من التجزئة واقعا ما زلنا نعاني منه لهذه اللحظات.


في إطار ذلك تكون روسيا تكون قد تخلت عن نظام الأسد بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة النظام الجديد خاصة ان الإدارة الجديدة ، التي بدأت عملها قبل تسليمها تريد ان تتخلص أو تضعف حلف الأطلسي وهو الحلف الذي أرق موسكو وهدد امنها القومي بشكل كبير ، هنا يصبح التقارب الروسي الأمريكي امر معقول ليس فقط على مستوى سوريا بل على مستوى العالم ككل اذا ما افترضنا ان هذا الاتفاق سيكون لمصلحة الجميع.


والصحيح انني لا أعرف مضمون الاتفاق بشكل كامل، لكن اعرف ما بدا يظهر منه على الاقل في منطقتنا وهي مقايضة سوريا مع اوكرانيا مع الاحتفاظ في الاراضي التي احتلتها روسيا في اوكرانيا ، وتقسيم سوريا وتوسيع اسرائيل على حسابها حيث بدا يظهر ملامح ذلك ، وكذلك ضم الضفة الغربية وما اعلان سموترتيش في ضم 24 الف دونم وهو بداية للاتفاق .


بينما غزة تصبح اكثر ضعفا ، نتيجة ما جرى لها، لكن يجري حاليا طمس جميع القضية الفلسطينية، من دوائر الاهتمام بعدما عادت الاولوية لها كقضية مركزية بعد السابع من أكتوبر ، وسيظل مشروع التهجير في الضفة وغزة قائم اكثر من أي وقت مضى.


ونتيجة لضعف حزب الله من ما جرى في سوريا ، سيكون هناك تمدد لإسرائيل إلى الليطاني وحتى ما وراء الليطاني ومن يقرأ كتاب نتنياهو مكان تحت الشمس، يعرف ان اطماع الاحتلال تمتد إلى ما بعد الليطاني وسوف يستغل ذلك ولعل ما قاله ترامب عن ان مساحة اسرائيل ضئيلة ويجب أن تتوسع تأتي في هذا السياق.


اما ما هي المصلحة التركية ؟!، الصحيح انه يوجد مصلحة شخصية لاردوغان أولا ، وتركيا ثانيا فمن ناحية يقوم بإعادة 3.5 لاجئ سوري تزيد من فرصه في المنافسة في الانتخابات القادمة فهو بسلب اهم ورقة من المعارضة لديه بينما يسيطر على 40 كيلو على الحدود التركية .


وعلى ذلك ،سيتم التساؤل كيف يتم مواجهة ذلك؟! ، اقول ان اغلب الناس للأسف لا تدرك ما يجري حولها ، فادراك المشكلة اولا بعد ذلك تتم المواجهة، خاصة ان الناس مسكونة بنشوة الانتصار على نظام الأسد الذي ذهب بمشهد مسرحي لا يمكن لأحد تصديقه، متمنيا ان اكون لا أفهم في السياسية وتحليلي ليس صحيحا .

شاهد أيضاً

الرئيس الصيني شي جين بينغ يدعو إلى تدعيم نقاط نمو جديدة في التعاون بين الصين وسريلانكا

الرئيس الصيني شي جين بينغ يدعو إلى تدعيم نقاط نمو جديدة في التعاون بين الصين وسريلانكا

شفا – قال الرئيس الصيني شي جين بينغ ، إن الصين ستدعم سريلانكا بنشاط في …