5:16 صباحًا / 6 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الفوضى النفسية والحرب ، كيف تعيش الأمهات في غزة بين الألم والصمود ، بقلم : هنادي طلال الدنف

الفوضى النفسية والحرب ، كيف تعيش الأمهات في غزة بين الألم والصمود ، بقلم : هنادي طلال الدنف

الفوضى النفسية والحرب ، كيف تعيش الأمهات في غزة بين الألم والصمود ، بقلم : هنادي طلال الدنف

في ظل الأزمات والحروب، تمر الأمهات بظروف قاسية تؤدي إلى حالة من “الفوضى النفسية”. في غزة، حيث يستمر النزاع لفترات طويلة، تواجه الأمهات تحديات خاصة تؤثر على صحتهن النفسية وعائلاتهن بشكل عميق. كيف تتجلى هذه الفوضى النفسية في حياتهن، وما هي آثارها وكيف يمكن التخفيف منها؟

الفوضى النفسية تتجلى كاضطراب وقلق داخلي يشعر به الأفراد، حيث تتداخل الأفكار والمشاعر، مما يعيق قدرتهم على التركيز واتخاذ القرارات. في ظل النزاع، تتفاقم هذه الحالة بسبب الضغوط المستمرة والتهديدات المتزايدة.

الأمهات في غزة يواجهن ضغوطًا متعددة تشمل القلق على سلامة أطفالهن والعائلة، إضافة إلى صعوبات الحياة اليومية مثل نقص الغذاء والدواء. فقدان المنازل أو الأحباء يترك أثرًا نفسيًا عميقًا. تقول إحدى الأمهات التي فقدت منزلها خلال القصف، “كل يوم أعيش في حالة من الخوف والقلق، وأشعر وكأن كل شيء حولي يتداعى.” كما أن الأمهات اللواتي يتحملن مسؤولية رعاية أسرهن تحت ظروف صعبة يشعرن بالإرهاق الشديد، مما يزيد من الفوضى النفسية.

تظهر أعراض الفوضى النفسية عند الأمهات بشكل واضح من خلال التوتر والقلق المستمر حول سلامة الأسرة ومستقبلها. تجد الأمهات صعوبة في التركيز على المهام اليومية وإدارة الأولويات. يشعرن بالإرهاق العاطفي حتى بعد فترات الراحة، ويعانين من زيادة التوترات والنزاعات داخل الأسرة.

تأثير الفوضى النفسية على الأمهات في غزة يمتد إلى الصحة الجسدية، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي إلى مشاكل صحية مثل الأرق وضعف جهاز المناعة. كما أن الفوضى النفسية تؤثر على العلاقات الأسرية، مما يؤدي إلى تزايد النزاعات داخل الأسرة ويؤثر سلبًا على الأطفال. أيضًا، الفوضى النفسية قد تحد من قدرة الأمهات على تلبية احتياجات أطفالهن العاطفية والنفسية.

يمكن التخفيف من الفوضى النفسية من خلال البحث عن الدعم الاجتماعي. التواصل مع الأصدقاء والعائلة يوفر دعمًا عاطفيًا ويخفف من شعور العزلة. تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر. طلب المساعدة من مستشار نفسي يمكن أن يوفر أدوات فعّالة للتعامل مع الفوضى النفسية. أيضًا، تخصيص وقت للراحة والاهتمام بالأنشطة المفضلة يمكن أن يعزز الصحة النفسية بشكل كبير.

الفوضى النفسية ليست حالة دائمة، بل يمكن معالجتها والتغلب عليها من خلال فهم أسبابها واستخدام استراتيجيات فعّالة. الأمهات في غزة، في ظل الظروف الصعبة، يحتاجن إلى الدعم والمساعدة للتعامل مع الفوضى النفسية، وتحسين نوعية حياتهن وحياة أسرهن.

  • – هنادي طلال الدنف – اخصائية نفسية – غزة – فلسطين

شاهد أيضاً

السفيرة أمل جادو تلتقي السفير الإسباني ماركوس ألونسو لبحث آخر التطورات في فلسطين

السفيرة أمل جادو تلتقي السفير الإسباني ماركوس ألونسو لبحث آخر التطورات في فلسطين

التقت السفيرة د. أمل جادو -شكعة، سفيرة دولة فلسطين، بالسيد ماركوس ألونسو، ممثل إسبانيا الدائم …