12:35 صباحًا / 19 مايو، 2024
آخر الاخبار

اليمن ” والمرحلة الرابعة من التصعيد” ، بقلم : راسم عبيدات

راسم عبيدات

اليمن ” والمرحلة الرابعة من التصعيد” ، بقلم : راسم عبيدات


اليمن دائماً يقرن القول بالفعل بالوقوف الى جانب شعبنا وقضيتنا ومظلوميتنا وحقوقنا،وهو ينطلق في ذلك من مواقف قومية عروبية ووطنية وعقدية وإنسانية … وعندما يعلن ” المرحلة الرابعة من التصعيد” بالقول أنه سيستهدف كل السفن التي تحمل البضائع ل “اسرائيل” وبغض النظر عن جنسيتها،ليس فقط في البحر الأحمر،بل في كل الممرات المائية من بحر متوسط ومحيط هندي وحتى رأس الرجاء الصالح،وهذا قرار استراتيجي كبير ،له دلالات كبرى أيضاً،وهو يشكل تحد لأمريكا ولبريطانيا على وجه التحديد اللتان تقودان العدوان على اليمن،واللتان شكلتا أيضاً ما عرف ب” حارس الإزدهار”،حارس الخراب والدمار بالمنطق اليمني،تحت ذريعة ضمان حرية الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر،هذه الذريعة المعلنة من أجل الدفاع عن مصالحهما وعن المصالح الإقتصادية “الإسرائيلية” وضمان وصول البضائع اليها …فالتجارة والملاحة البحرية الدولية كفلتها اليمن….

اليمن باتت قوة إقليمية مقررة في المنطقة وأمن البحر الأحمر والملاحة والتجارة الدولية،وخلق معادلة وجبهة اسنادية استراتيجة بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه،والعمل على وقف العدوان “الإسرائيلي” الهمجي عليه،وربط الإستهداف للسفن ” الإسرائيلية،بوقف العدوان على قطاع غزة،وإدخال المساعدات الإنسانية غذائية وطبية ومحروقات بشكل كاف للقطاع، اليمن رسم معادلة استراتجية وجبهة إسناد فاعلة،لعبت دوراً بارزاً في التأثير على الإقتصاد “الإسرائيلي” المصاب بأزمات عميقة …فهذا الحصار البحري شل الموانىء ” الإسرائيلية وبالذات ميناء ايلات كمرفىء اقتصادي وسياحي،وبنسبة لا تقل عن 95%،والموانىء الأخرى حيفا واسدود،والمتوقع مع الإنتقال الى المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني،ان تتأثر حركة التجارة والإستيراد والتصدير فيها بشكل كبير…


أمريكا و”اسرائيل” وقوى الغرب الإستعماري، لم تتوقع ان تكون الجبهة اليمنية …لاعباً مقرراً في أمن البحر الأحمر،وأن تصبح كلمتها مساوية لكلمة أمريكا،أمريكا العاجزة عن الردع والتدخل وخوض حرب شاملة مع اليمن،فهي تدرك بأنها لن تنجح في الحاق هزيمة استراتيجية في اليمن،والخارج من حرب شاركت فيها أمريكا الى جانب توابعها وحلفائها ضد اليمن لمدة سبع سنوات،فهذا اليمن تاريخه شهد له بانه كسر وهزم كل الغزوات والحروب التي شنت عليه، عثمانية تركية وبريطانية وصولاً الى الحرب التي شنتها ما عرف بقوى التحالف عليه لمدة سبع سنوات …تاريخ اليمن حافل بالعزة والكرامة والمواقف القومية العروبية والوطنية …واليمن قيادته تمتلك إرادتها وقرارها السياسي،ورغم كل الخراب والدمار والحصار والثمن البشري الباهظ الذي دفعته في الحرب العدوانية التي شنت عليها لكسر إرادتها وفرض الوصاية عليها،لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء،بقيت اليمن ممسكة بمواقفها والثبات على مبادئها وقيمها ومعتقداتها …القيادة اليمنية ما يميزها كذلك إمتلاكها لإرادتها وقرارها السياسي المستقل .


اليمن السباق دوماً لدعم الشعب الفلسطيني،ليس فقط من خلال المسيرات والمظاهرات الميلونية التي تجوب شوارع المدن اليمنية وساحاته ،بشكل اسبوعي،بل رغم كل حالة الضنك والفقر التي يعيشها أهل اليمن بفعل الحصار والتجويع،إلا أنه كان السباق لجمع التبرعات لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة وبملايين الدولارات.


اليمن لم يتأخر في فتح جبهته الإسنادية بعد إندلاع معركة 7 أكتوبر، ففي اواخر تشرين اول قصف ميناء ايلات “أم الرشراش” بالمسيرات والصواريخ الباليستية. أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان قطاع غزة على موعد مع عملية الإسناد الأولى التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، مستهدفةً بالصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة عمق كيان الاحتلال.


ومن بعد ذلك تواصلت العمليات العسكرية اليمنية نصرةً لغزة، لتتسع بالتدريج، وترتقي تبعاً للتطورات في القطاع، حيث المرجع لكلّ عمليات الإسناد. وفي الـ19 من تشرين الثاني/نوفمبر، افتتحت صنعاء، عبر سيطرتها على سفينة “غالاكسي ليدر”، المعركة البحرية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وبحر العرب.


شملت الاستهدافات اليمنية ضدّ الاحتلال في تلك المرحلة السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي، وتلك التي تشغّلها أو تملكها شركات إسرائيلية.


وبعد نجاحها في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب، بدأت القوات المسلحة اليمنية مرحلةً جديدةً من معركة البحار، مع إعلانها الشروع في منع مرور السفن المتجهة إلى “اسرائيل، من أي جنسية كانت،في 9 كانون الأول/ديسمبر، إذا لم تدخل قطاع غزة حاجتُه من الغذاء والدواء.


انضمّت السفن الأميركية والبريطانية إلى دائرة الاستهدافات اليمنية، عقب العدوان الأميركي – البريطاني الأول على اليمن، في الـ12 من كانون الثاني/يناير، عندما أبدت القوات المسلحة تصميمها على استهداف كل مصادر التهديد والأهداف المعادية، بحراً وبراً، دفاعاً عن البلاد وسيادتها.


لاحقاً، وتحديداً في 25 نيسان/أبريل، ومع استمرار البحر حرب الإبادة الإسرائيلية وتصعيدها ضدّ غزة، أعلن قائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، نية توسيع العمليات العسكرية لتطال المحيط الهندي أيضاً. ولم يطُل تنفيذ الفعل بعد القول، فبعد 4 أيام فقط، استهدفت القوات المسلحة سفينةً إسرائيليةً في تلك المنطقة.


أما الـ5 من أيار/مايو الجاري، فمثّل فاتحةً لمرحلة جديدة من الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية: “المرحلة الرابعة من التصعيد”، كما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية، وهي مرحلة تشمل استهداف كل السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلي”المرحلة الرابعة من التصعيد”.


يمكننا تصوّر وقع هذه الجملة على “إسرائيل” ودول العالم أجمع، التي شهدت كيف فرض اليمن حظره على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر. وفي غضون ذلك، يمكن توقّع الهواجس التي تراود الاحتلال وداعميه، وكل الجهات التي تفكّر في إرسال سفنها إلى “اسرائيل” عبر المتوسط، إذ إنّ سفنها ستكون عرضةً للاستهداف.


اشتمل بيان ” المرحلة الرابعة من التصعيد” على نقطتين رئيستين. الأولى تتعلق باستهداف أي سفينة تتوجّه إلى الموانئ الفلسطينية في البحر المتوسط، الأمر الذي يعني فرض حصار على كل الموانئ في “اسرائيل”، وذلك بعد أن حاصر اليمن “إسرائيل” في البحر الأحمر، ملحقاً بها خسائر اقتصاديةً كبيرة.


أمّا النقطة الثانية، فهي مرتبطة مباشرةً بالتصعيد الإسرائيلي ضدّ رفح، بحيث ستكون أي شركة ترسل سفنها إلى “إسرائيل” معرضةً للعقوبات، بغضّ النظر عن جنسيتها.


اليمن واحدة من جبهات الإسناد المهمة،والتي سيتصاعد فعلها وليرتقي درجات أخرى في الإستهداف وليرفع من سقف هذا الإستهداف،وربما في ظل ما يتعرض له من قصف وعدوان على يد الطيران الأمريكي والبريطاني،وبعد سحب امريكا لبوارجها ومدمراتها من البحر الأحمر، يصبح مقر أسطولها الخامس في البحرين وقواعدها العسكرية في العديد من دول الخليج عرضة للرد والإنتقام اليمني،والأيام القادمة ستكشف عن مفاجأت يمنية جديدة،فاليمن أهل القول والفعل والقرار والإرادة المستقلة،لا تثنيه لا التهديدات الأمريكية ولا البريطانية عن القيام بدوره وواجبه في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني وقضيته،فاليمن رغم حالة الخذلان العربي له والبعض الفلسطيني في الحرب العدوانية التي شنت عليه،من أجل فرض الوصاية عليه ونهب خيراته وثرواته،وخلق قيادة تابعة وملحقة بالسعودية،إلا أنه لا يتعامل بمنطق ثأري وإنتقامي،بل ما يحركه انتماءه القومي العروبي،وانتماءه لفلسطين وقضيتها ولقدسها ومقدساتها، هو اليمن الذي لم يهزم على مر التاريخ ينتصر لفلسطين قضية وشعبا وحقوق.


فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدتي دير سامت وإذنا بالخليل

شفا – اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اقتحامها لبلدتي إذنا ودير سامت …