11:58 صباحًا / 27 أبريل، 2024
آخر الاخبار

“التنمية الخضراء” تصبح الكلمة المفتاحية للتعاون الصيني العربي ، بقلم : باي يوي

“التنمية الخضراء” تصبح الكلمة المفتاحية للتعاون الصيني العربي ، بقلم : باي يوي

تتمتع الصين والدول العربية بمزايا فريدة من حيث الموارد وسبل التنمية، لكن كلاهما في مرحلة مهمة من التحول إلى التنمية الخضراء. يدفع السعي المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، الصين والدول العربية إلى التعاون في اتجاه أنظف وأكثر خضرة وانخفاضا للكربون، وتعميق التعاون في المجالات ذات الصلة باستمرار، مما يجلب المزيد من الفوائد والرفاهية للشعبين الصيني والعربي.


في الوقت الحاضر، تتحول تنمية الصين من التنمية السريعة إلى التنمية العالية الجودة. في مجال الطاقة، تعمل الصين على انتقال الطاقة والتنمية النظيفة، سعيا لبناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال. في الوقت نفسه، طرحت العديد من الدول العربية أيضا خطط انتقال الطاقة خلال السنوات الأخيرة، عاملة على تطوير الطاقة النظيفة والمتجددة لتقليل مدى الاعتماد على الطاقة الأحفورية مثل النفط والغاز الطبيعي، ودفع التنمية الاقتصادية المستدامة.


فقد أعلنت المملكة العربية السعودية في استراتيجيتها التنموية “رؤية السعودية 2030” أنه ستصل حصة الطاقة المتجددة إلى 50% من هيكل الطاقة في البلاد بحلول عام 2030. وتهدف “استراتيجية الإمارات للطاقة 2050” إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة في هيكل الطاقة الإجمالي إلى 50% بحلول عام 2050. وتشهد مصر تحولات بارزة في سعيها لمعالجة أزمة الطاقة التي تواجهها منذ سنوات، وذلك من خلال زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة لتصبح نسبتها 42% بحلول سنة 2035.


تمتلك الصين تقنيات متقدمة وخبرة غنية في مجالات الطاقة الكهروضوئية والطاقة النظيفة، فيمكن أن تتكامل الصين والدول العربية في هذه المجالات تكاملا عميقا، حيث أن إمكانيات التعاون بينهما كبيرة جدا.
لقد أصبح تطوير الطاقة المتجددة تيارا عالميا، ما يخلق فرصا جيدة لتعميق التعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة.


وفرت مبادرة “الحزام والطريق” الصينية ومشاريع التعاون المعنية خيارات جديدة للدول العربية لتحقيق أهداف التنمية الخضراء طويلة المدى، وقد نفذ الجانبان عددا كبيرا من مشاريع التعاون بشكل مشترك:


نجحت أول محطة طاقة بتقنية الفحم النظيف — مشروع مجمع حصيان لإنتاج الطاقة بقيمة 3.4 مليار دولار في الشرق الأوسط، والتي شيدتها هاربين إلكتريك إنترناشيونال في الإمارات، في توليد الكهرباء. وسيتم تشغيلها بالكامل في عام 2023، حيث ستغطي هذه المحطة 20% من حاجات الطاقة الكهربائية في دبي.


وتعمل الإمارات على الانتهاء من تنفيذ محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية لتكون ضمن قائمة أكبر محطات للطاقة الشمسية تمتلكها الإمارات، وتقع محطة الظفرة على بعد 35 كيلومترا عن مدينة أبوظبي، وتستعمل نحو 4 ملايين لوح شمسي من أحدث تقنيات الألواح الكريستالية ثنائية الوجه، ما يمكّنها من توليد قدرة كهربائية تكفي احتياجات نحو 160 ألف منزل، الأمر الذي يسهم في تفادي إطلاق 2.4 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، ويؤهلها ذلك لتكون من أكبر محطات للطاقة الشمسية في العالم.


وقعت شركة SEPCOIII التابعة لشركة PowerChinaوشركة ACWA Power، عقد EPC لمشروع البحر الأحمر السعودي للبنية التحتية للموافق العامة، والذي يعتبر أول مشروع شامل للبنية التحتية الضخمة تنفذه الشركة الصينية في السعودية. ويتضمن هذا المشروع عدة وحدات، من بينها الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة والشبكة الكهربائية، حيث يبلغ سعة منشأة تخزين البطاريات في مشروع البحر الأحمر حوالي 1300 ميجاوات ساعة، ما يعتبر أكبر منشأة لتخزين البطاريات في العالم، مما سيسمح بتشغيل منطقة البحر الأحمر السياحية بأكمله بالطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة.


كما أن محطة نور للطاقة الشمسية التي تعد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية عالميا وضعت أساسا مهما لتنمية صناعة الطاقة الشمسية الصينية في شمال إفريقي. سيغطي المجمع مساحة 30 كلم مربعا، وستصل سعة إنتاجه إلى 580 ميغاواط تمد أكثر من مليون منزل بالطاقة. وفوائد المشروع لا تقتصر على الاقتصاد بل تشمل البيئة أيضا. وسيقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 760 ألف طن سنويا.


تعد محطة الطاقة الشمسية “بنبان” بأسوان، أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى أفريقيا والشرق الأوسط. إنها أول مشروع لتوليد الطاقة الكهروضوئية في مصر تنفذه وتموله شركة صينية. حيث يبلغ عدد الألواح الشمسية المستخدمة في المحطة نحو 500 ألف، ويمكنها إنتاج 50 ميجاوات من الطاقة النظيفة، ما يوفر الإنارة لـ 70 ألف منزل.


ظلت الصين تلتزم بمفهوم “المياه الصافية والجبال الخضراء بمثابة كنز ثمين”، وتتبع بثبات مسار إعطاء الأولوية للحفاظ على النظام الإيكولوجي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون. وقد أطلقت الدول العربية البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري للكربون والمبادرة الخضراء، فقد أصبحت المشاريع المنخفضة الكربون والخضراء أحد المجالات الرئيسية للتعاون المشترك بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وستواصل الصين تعزيز التعاون الأخضر مع الدول العربية استنادا إلى تفوقاتها في التكنولوجيا والقدرة الإنتاجية.

باي يوي إعلامي صيني

شاهد أيضاً

الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 من اطفال غزة الجرحى ومرضى السرطان

الإمارات تستقبل الدفعة الـ 16 من اطفال غزة الجرحى ومرضى السرطان

شفا – وصلت إلى الإمارات، فجر اليوم السبت، الدفعة الـ 16، من أطفال قطاع غزة …