12:23 مساءً / 29 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

الأعلام واستعراض النهاية ، بقلم : بديعة النعيمي

الأعلام واستعراض النهاية ، بقلم : بديعة النعيمي

أعلنت مؤخرا منظمة استيطانية تحت اسم “استيقظي يا ارضنا الحبيبة” عن بدء حملة كبرى لرفع علم دولة الاحتلال في كافة أنحاء الضفة الغربية لتأكيد السيادة الصهيونية عليها. وهذه صيغة الإعلان..


“مرحبا،قبل أسبوعين قامت منظمتنا استيقظي يا أرض حبيبتي بإحضار ١٠٠ متطوع من مشروع “كتيبة العمل”، وبالتعاون مع المجلس الإقليمي بنيامين ولواء بنيامين قمنا برفع أعلام إسرائيل على امتداد ٦٠ كيلومترا على الطريق ٦٠ في منطقة بنيامين والسامرة. اليوم، كل من يسافر على هذا الطريق يرى علم إسرائيل كل ٤٠ مترا. إنه مشروع فريد جدا يضيء نور شعب إسرائيل ويضيف إحساسا بالأمن لكل من يسلك الطريق.


لقد بدأنا بالفعل بتلقي ردود فعل كثيرة جدا حول مدى أهمية هذا المشروع بالنسبة للسكان. وقد خصص المجلس الإقليمي بنيامين مبلغا ماليا كبيرا لهذا المشروع، وبهذا انطلقنا في الطريق.
بحمد الله نواصل التقدم إلى الأمام


شعب إسرائيل حي”..انتهى

إن ما جاء في الإعلان السابق، ما هو إلا تعبير لا لبس فيه عن منطق الاستيطان حين يشعر صائغه بأن الزمن يعمل ضده، فيلجأ إلى المبالغة في الاستعراض لتعويض هشاشته العميقة. فالتاريخ علمنا أن القوى الأصيلة لا تحتاج إلى تثبيت شرعيتها عن طريق رفع الأعلام وتثبيها كل أربعين مترا، ولا إلى التذكير بسيادتها عبر القماش والأعمدة.
وما جري هو محاولة ساقطة لفرض الرواية بالقوة البصرية، وكأن رفع العلم قادر على تغيير حقيقة الأرض أو محو ذاكرة أصحابها الشرعيين، فالأرض لا تنسى صاحب الجذور، ولا تعترف بالطارئ، والسيادة الحقيقية لا تزرع بمتطوعي الشتات الغرباء، ولا تمول من مجالس إقليمية نشأت فوق واقع مصادر. ولأن الاحتلال، في جوهره، فعل قلق. فإننا سنشهد في القادم سباقا محموما نحو رفع الأعلام، وتوسيع المستوطنات، وتغيير الأسماء، ومحاولة تطويع الزمن بالقوة لصالحه. معتمدا بالطبع في كل ذلك على الدعم الخارجي من رأس الشيطان أمريكا، متناسيا أن الدعم قد يتبخر يوما، فالسياسات تتغير، والمصالح تتبدل، والتحالفات تسقط حين تصبح كلفتها أعلى من عائدها، وقد أصبحت بالفعل كذلك. والتاريخ مليء بأمثلة كيانات بدت في أوج قوتها، محمية بالسلاح والمال والشرعية الدولية، ثم انهارت حين تغير ميزان المصالح، فلا انتصار يدوم إذا كان قائما على القهر والظلم والتنكيل، ولا قوة تستمر إذا كانت تستمد وجودها من الخارج بينما داخلها ضعيف.

أما الشعب الفلسطيني فهو صاحب الأرض والذاكرة، متجذرا فيهما، تعرض للاقتلاع وبقيت جذوره وبذوره في رحم أرضه ولم تقتلع، وحوصر في أرضه ولم ينكسر. وبينما يحاول الاحتلال تثبيت روايته بالقماش، يثبت الفلسطيني روايته بالصمود والالتصاق.

وما جرى من زخرفة زائفة للأرض بأعلام الصهيونية هو علامة من العلامات التي تؤكد زوال الاحتلال ودولته، فنحن فقط أمام بداية النهاية. وكل طارئ، مهما طال بقاؤه يبقى طارئ، أما الأصيل فيبقى أصيل، وما ضاقت إلا لتفرج، والظلم لا يدوم، والاحتلال لن يكون يوما وطن مهما طال.

شاهد أيضاً

أسعار الذهب اليوم الأثنين

أسعار الذهب اليوم الأثنين

شفا – جاءت أسعار الذهب اليوم الأثنين 29 ديسمبر كالتالي :عيار 22 93.700عيار 21 89.400