
الزائر بين النجوم الذي أثار اهتمام العلماء ، بقلم : الإعلامي سليم ناصر
في 1 يوليو 2025، اكتشف علماء الفلك جسمًا سماويًا غير عادي باستخدام منظومة الرصد ATLAS في هاواي، وأُطلق عليه الاسم 3I/ATLAS. هذا الجسم، الذي صنّف كمذنب بين-نجمي، جذب اهتمام المجتمع العلمي على مستوى العالم بسبب مساره غير الاعتيادي وخصائصه الفيزيائية الغريبة نسبيًا.
أصل الجسم ومساره
3I/ATLAS ليس مجرد مذنب عابر، بل هو زائر من خارج النظام الشمسي. المسار الذي يسلكه الجسم فرط قطعي (Hyperbolic)، مما يعني أنه لن يدور حول الشمس ولن يلتزم مدارًا شمسيًا ثابتًا، بل سيمرّ عبر النظام الشمسي ثم يعود إلى الفضاء بين النجوم.
رغم أن الجسم سيمرّ قريبًا نسبيًا من الأرض بالنسبة للمعايير الفلكية، فإن المسافة آمنة تمامًا، ولا يشكّل أي تهديد.
المظهر الفيزيائي والسلوك
الملاحظات التي أجريت بواسطة تلسكوب هابل، جيميني، ومراصد أخرى أظهرت أن الجسم يملك غيمة غبار (Coma) وذيلًا مذرّيًا، وهو السلوك المألوف للمذنبات عند اقترابها من الشمس. التحاليل الطيفية كشفت عن وجود ماء (H₂O)، ثاني أكسيد الكربون (CO₂)، ومركبات عضوية بسيطة، ما يؤكد النشاط التبخري للجسم.
الحجم والتراكيب
تقديرات حجم نواة 3I/ATLAS تشير إلى أنها تتراوح بين بضع مئات الأمتار وعدة كيلومترات، وهو أكبر نسبيًا من بعض المذنبات بين-النجمية المكتشفة سابقًا مثل 2I/Borisov.
التحاليل الطيفية ترجّح أن تكوينه يتضمن جليدًا مائيًا ومواد عضوية وكربونية، وهو نمط مألوف في المذنبات، ما يعزز تفسيره كجسم طبيعي.
النقاش العلمي حول أصله
بعد اكتشافه، أثار بعض العلماء، مثل Avi Loeb، احتمال أن يكون الجسم مصنوعًا أو ذا أصل اصطناعي، مستندين إلى بعض الخصائص المدارية والانبعاثات الغريبة.
مع ذلك، الغالبية العظمى من المجتمع العلمي ترى أن 3I/ATLAS جسم طبيعي بالكامل، إذ لا توجد أي دلائل على دفع غير جذبي أو خصائص تشير إلى بناء اصطناعي.
الرصد الطيفي من تلسكوبات مثل JWST وSPHEREx أكد وجود نشاط مذرّي حقيقي، بما في ذلك انبعاث بخار الماء والغازات، مما يعزز الطبيعة المذرّبية للجسم.
الخلاصة
حتى اللحظة، يظل 3I/ATLAS مثالًا حيًا على الأجسام بين-النجمية التي تزور النظام الشمسي، ويؤكد مرة أخرى تنوّع وتعدد مصادر الأجسام السماوية التي يمكن أن تمر بالقرب من كوكبنا.
جميع الأدلة الرصدية تدعم تفسيره كمذنب طبيعي، بينما تبقى الفرضيات “غير الطبيعية” مجرد تكهنات علمية مفتوحة للنقاش، دون دليل قاطع حتى الآن.