5:11 مساءً / 24 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

لماذا تبدو المبدعة ضعيفة أمام الحب ؟ شيرين عبد الوهاب ، نموذجًا ، بقلم : قمر عبد الرحمن

لماذا تبدو المبدعة ضعيفة أمام الحب ؟ شيرين عبد الوهاب ، نموذجًا ، بقلم : قمر عبد الرحمن

لماذا تبدو المبدعة ضعيفة أمام الحب؟ شيرين عبد الوهاب ، نموذجًا ، بقلم : قمر عبد الرحمن

نصف سكان العالم تقريبًا من النساء، أي نحو أربعة مليارات امرأة، يواجهن العنف المبني على النوع الاجتماعي. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لعنف جسدي أو جنسي في حياتها. ملايين النساء يعشن ظروفًا صعبة، ويواجهن في الوقت نفسه التمييز في التعليم، والعمل، والعائلة، والحب، والمشاركة السياسية.

أما الحب العاطفي، فيحمل فرصًا للفرح والمعاناة معًا. فمعظم النساء مررن في مرحلة ما من حياتهن بتجارب قلب مكسور أو حب ضائع.

شيرين عبد الوهاب، من خلال أغانيها وتجاربها الشخصية، تمثل جانبًا من هذه المعاناة العاطفية لدى النساء: الوحدة، الحب غير المتبادل، الفقدان، والشوق. وتشير الدراسات النفسية إلى أن الألم العاطفي قد يكون قويًا بقدر الألم الجسدي، وأن النساء غالبًا يشعرن به بعمق أكبر بسبب حساسيتهن الاجتماعية وشدة التعلق العاطفي.

إن غالبية النساء عشن تجربة حب مؤلمة مرة واحدة على الأقل في حياتهن، سواء في بداية النضج العاطفي أو خلال مراحل لاحقة. وشيرين في هذا السياق ليست مجرد صوت في الأثير، ولا نجمة على صفحات الصحف؛ إنها قلب نابض وعاطفة لا تقبل القيود. منذ بداياتها، كانت مختلفة بصدقها واندفاعها وعطائها بلا حدود.

وهنا يبرز تساؤل عميق: لماذا تسقط المرأة المبدعة، رغم قوتها ووعيها وذكائها، في شباك حب ساذج أو غير ناضج؟ ولماذا تبدو المرأة القوية، حين تحب، كطفلة تُسلّم قلبها بلا شروط؟
هل لأن الإبداع يجعلها أكثر شفافية وحساسية، فتضعف أمام وهم المشاعر؟ أم لأن المجتمع يُربّيها على أن الحب خلاصها الوحيد، مهما بلغت من نجاح؟

اليوم، نراها في خضم صراع داخلي عميق، حيث يصبح كل ما بنته معرضًا للانهيار أمام شغفها بالعشق. المرأة العاشقة، كما نراها في شيرين، مستعدة للتضحية بكل شيء مقابل لحظات من الحب، حتى لو كانت مزيفة، لأنها تمنح قلبها قبل كل شيء.

الحب عندها تجربة مطلقة، لا تخضع لمقاييس العقل البارد. إنه سقوط متعمد وصادق، يتأرجح بين رقة المشاعر وقسوة الواقع. وهنا تكمن مأساة شيرين وجمالها معًا: امرأة تمنح قلبها رغم المخاطر، تبحث عن أفق دافئ في بحر من الألم.

وفي لحظة تأمل، نراها تحاول حماية قلبها رغم الانهيارات الداخلية، أو ربما تعيش تحت تأثير “الحب الأعمى”.

نصيحة لشيرين: احمي قلبك، فهو أغلى من كل شهرة، وأثمن من أي لحظة عابرة. الحب الحقيقي لا يهدم الروح، بل يرفعها ويضيء طريقها. وتذكري أن الألم الشخصي يرتبط دائمًا بآلام أوسع، وأن القوة الحقيقية تظهر حين نختار الصمود بدل الاستسلام.

شيرين ليست مجرد اسم يُقرأ على صفحات الصحف، إنها امرأة، عاشقة، وفنانة. وبينما تتقاذفها أمواج الحياة، يبقى صوتها وفنها دليلًا على أن الجمال يولد من الألم، وأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الحب بوعي، لا بتهور. وكما يعاني شعب بأكمله، يعاني القلب الفردي، لكن الأمل والكرامة هما ما يصنعان الفرق.

شيرين ليست حكاية فردية، بل مرآة لنساء كثيرات، بين حب يرفعهن وألم يكسرهن، يصنعن من الحطام فنًا، ومن الألم حياة، ومن الجرح أملًا لا ينطفئ.

وفي النهاية، قوة المرأة تكمن في قلبها الذي يحب بصدق، وفي روحها التي تتحمل الألم لتشرق من جديد.

  • – قمر عبد الرحمن – فلسطين

شاهد أيضاً

بيان صحفي صادر عن الاجتماع الموسع لفعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء

بيان صحفي صادر عن الاجتماع الموسع لفعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء

شفا – عُقد اليوم في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بمدينة رام الله، اجتماع موسّع بمشاركة …