
غَزَّة القادِمَة ، بقلم : قمر عبد الرحمن
أَسمَعُ نَبضًا فِي العَدَمِ،
كَأَنَّ تَحتَ الرُّكَامِ قَلبًا كَونِيًّا يَتَدَرَّبُ عَلَى الوِلادَةِ.
لَيْسَ دَمَارًا مَا أَرَاهُ،
بَلْ تُربَةً أُولَى لِحَدِيقَةٍ لَا تُشبِهُ أَيَّ بُستَانٍ.
غَزَّةَ..
سَتَكُونِينَ كِتَابًا يَفتَحُهُ اللهُ مِن جَدِيدٍ،
لَا أَورَاقَ فِيهِ، بَلْ نُجُومٌ تَكتُبُ جُملَتَهَا الأُولَى:
“الحَيَاةُ تُجِيدُ إِعَادَةَ نَفْسِهَا”
سَيَخرُجُ الأَطفَالُ مِن جُرُوحِ الجُدرَانِ
كَمَا تَخرُجُ يَنَابِيعُ مِن شُقُوقِ الصَّخرِ،
لَا يَسأَلُونَ عَنِ الحَربِ،
بَل عَن أَسمَاءِ العَصَافِيرِ الَّتِي سَتُهَاجِرُ نَحوَهُم.
وَسَيَكتَشِفُ النَّاسُ أَنَّ البُيُوتَ الَّتِي سَقَطَت
لَمْ تَسقُطْ،
بَل أَرسَلَت جُذُورَهَا فِي قَلبِ الأَرْضِ
لِتُعَلِّمَنَا أَنَّ السَّمَاءَ لَا تُبنَى إِلَّا مِنَ الأَسفَلِ.
غَزَّةَ..
أَنتِ الرِّئَةُ الَّتِي تَنفُخُ فِي المُستَقبَلِ،
وَأَنتِ الخَرِيطَةُ الَّتِي سَتَرسُمُ لِلْكَونِ مَمَرًّا جَدِيدًا،
حَيثُ لَا يُولَدُ الفَجرُ مِنَ الشَّرقِ،
بَل مِن صُدُورِ الَّذِينَ أَحَبُّوا الحَيَاةَ
حَتَّى وَهُم يَحرُسُونَ مَوتَهُم!