7:45 مساءً / 13 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

صنع الله إبراهيم … حين تموت الكلمة واقفة ، بقلم : رانية مرجية

صنع الله إبراهيم … حين تموت الكلمة واقفة ، بقلم : رانية مرجية

القاهرة – 13 أغسطس 2025 – رحل اليوم الكاتب والروائي المصري الكبير صنع الله إبراهيم، أحد أبرز أعمدة الرواية العربية المعاصرة، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة أدبية وإنسانية حافلة بالصدق والجرأة. عُرف الراحل بأسلوبه الواقعي النقدي الذي جمع بين التوثيق والخيال، وبمواقفه السياسية الصلبة التي لم تهادن سلطة ولم تساوم على الحق.

ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، واعتُقل خمس سنوات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بسبب نشاطه السياسي، ليخرج من السجن أكثر إصرارًا على جعل الأدب منبرًا للحرية. من أبرز أعماله: نجمة أغسطس، اللجنة، بيروت… بيروت، ذات، شرف، وردة، أمريكانلي. حصل على جائزة ابن رشد للفكر الحر، ورفض جائزة الدولة التقديرية احتجاجًا على الأوضاع السياسية.

مرثية إلى صنع الله إبراهيم

يا أيها العابر في الذاكرة
كقنديلٍ لا تنطفئ شعلته
ها أنتَ ترحل…
والحروف خلفك تركضُ باكيةً
كأطفالٍ فُجعوا بفقد الأب.

يا صانعَ الله في قلوب القرّاء
أيها النبيل الذي جعل من الورق ميدانًا
ومن الحبر رايةً تُرفع في وجه الريح،
كيف تمضي وتتركنا
في زمنٍ صارت فيه الأقلام سبايا
والكلمات تُباع في سوق النفاق؟

كنتَ أنتَ…
ضميرًا يمشي على قدمين،
شجرةً لا تنحني للعاصفة،
صوتًا يقول “لا”
حين كانت الأفواه ترتجفُ خوفًا.

رأيناك تحرث أرض الرواية بعرقك،
تسقيها بدم قلبك،
فتنبت اللجنة، وتزهر ذات,
وتحترق شرف على مذبح الحقيقة،
لكنها لا تموت…
كما لا تموت الكلمات التي وُلدت من الصدق.

سلامٌ عليك يوم كتبت،
ويوم اعتُقلت،
ويوم وقفت شامخًا في وجه السلطان،
وسلامٌ عليك يوم رحلت…
وتركْتَ لنا إرثًا
يمشي في العروق كنبضٍ لا يتوقف.

نم مطمئنًا أيها الكبير،
فالكلمة التي زرعتها،
ستظلّ تُثمر في كل جيل
حتى آخر قارئ…
وآخر نفس.

شاهد أيضاً

د. ليلى غنام تبحث مع رئيس جامعة بيرزيت إنشاء كلية بمعايير عالمية بدعم من رجل الأعمال حماد الحرازين

د. ليلى غنام تبحث مع رئيس جامعة بيرزيت إنشاء كلية بمعايير عالمية بدعم من رجل الأعمال حماد الحرازين

شفا – استقبلت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، اليوم الأربعاء، رئيس جامعة بيرزيت …