11:59 مساءً / 13 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

غزة بين الصفقة والتدمير ، بقلم : سفيان إبراهيم

غزة بين الصفقة والتدمير ، بقلم : سفيان إبراهيم

غزة بين الصفقة والتدمير ، بقلم : سفيان إبراهيم

تشبه المرحلة الحالية إلى حد كبير مرحلة ما قبل تدمير رفح، مع فارق مهم جدا، فقد كنا قبل رفح في مفترق طرق بين تدميرها وبين سعي متواصل ودؤوب لعقد صفقة جزئية، ورفض عالمي ودولي وحتى أمريكي ظاهر لاقتحام رفح، واليوم تقريبا نحن أمام تهديد بتدمير غزة، ونقف في مفترق طرق آخر، إما تدمير ما تبقى من غزة أو صفقة.

غير أن الفارق الهام بين ما سبق رفح وما يسبق غزة، هو الحديث الذي ظهر منذ فترة ولا زال من خلال تصريحات المسئولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو، حول استعداده لانهاء الحرب، بل إعلان شروط هذا الانهاء، والتي تتركز في إنهاء حكم حماس، ونزع سلاحها، وإنشاء منطقة أمنية عازلة، وتعيين إدارة لغزة بعد الحرب على ألا تكون تابعة لحماس ولا للحكومة الفلسطينية ، وأخيرا بقاء السيطرة الأمنية على القطاع بيد اسرائيل.

هذه الشروط متوقعة منذ بداية الحرب تقريبا، وقد كتبنا وكتب الكثير من الكتاب والمحللين حولها ، وفي اعتقادي أنه يمكن التوصل فيها إلى حلول وسط ، تمثل نقطة التقاء، وقنطرة خروج من المأزق.

ان المفاوضات تتضمن خطوطا حمراء ومساحات للتفاوض والمناورة، و باعتقادي أن الخطوط الحمراء الاسرائيلية تتمثل في السيطرة الأمنية، وعقيدة من يحكم غزة، فهي لن تولي أهمية لمن يحكمها، بقدر أهمية ألا يشكل أو يسمح بتشكيل خطر مستقبلي عليها، وبما يتضمن أيضا عدم منح فرصة لإعادة اللحمة الادارية والسياسية لشقي الوطن، قطعا للطريق على محاولات ترسيخ وتثبيت الدولة الفلسطينية.


وعلى ذلك فمن الممكن أن يطرح احتمال بقاء حماس، وربما عمل بعض الأطراف على ذلك ضمن جهود صياغة الحل التي يبذلها المجتمع الدولي بشكل عام، وإن كنت أعتقد أن فرص هذا الاحتمال وإن كانت موجودة لكنها غير قوية.

أما الخطوط الحمراء لحماس فيمكن تقسيمها إلى خطوط حمراء معنوية رمزية وأخرى حكمية، فمن الجانب المعنوي لن تقبل حماس بأن تنتهي الحرب بإعلان استسلامها أو هزيمتها بشكل صريح، وهنا يمكن النظر إلى طلب نزع السلاح مثلا باعتباره طلبا غير حقيقي، وإنما طلب مجازي يتضمن الاعتراف بالهزيمة، ويشكل بديل عن إعلان الاستسلام، لأن الواقع يؤكد أنه لا يوجد سلاح بمفهوم السلاح المتعارف عليه، فما هو موجود الآن مجرد عبوات وقذائف بسيطة، وبنادق قناصة محلية الصنع، يمكن صناعتها بسهولة ولا تستحق أن يقال عنها سلاح.

الخط الأحمر الثاني لحماس أن تبقى بأي صورة من الصور في صورة التحكم في القطاع، بغض النظر عن شكل هذا التحكم ، فلن يضيرها تنازلها عن الحكومة والحكم إذا ضمنت وسيلة للتحكم ، وهذا برأيي يمكن التوصل فيه إلى نقطة التقاء مع الشريك الفلسطيني والرعاة العرب تتركز حول تحول حماس لحزب سياسي يشمل أفكار نسبة لا بأس بها من أبناء شعبنا ومكونا من مكونات الخريطة السياسية الفلسطينية.

ويمكن القول ان المسافة وإن اقتربت باتجاه انهاء الحرب، إلا أنها تحتاج وقتا طويلا، وجهود صعبة جدا، لجسر الهوات، وتقريب وجهات النظر التي لا تزال بعيدة، من أجل الاتفاق على مجمل الملفات، وعليه فقد يكون البديل العودة إلى خيار الصفقة الجزئية في إطار خارطة طريق تفضي إلى حل نهائي ووقف للحرب.


وفي كل الأحوال يبدو أمام مدينة غزة بالتحديد أيام صعبة وحرجة جدا، وقصيرة لتحديد مصيرها بين التدمير كما حدث في رفح أو النجاة كما نتمنى جميعا، ولعل الأيام القليلة القادمة ستقدم الجواب لمن بقي منا على قيد الحياة.

شاهد أيضاً

وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح يخرج دورة القيادات المتوسطة الـ28

وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح يخرج دورة القيادات المتوسطة الـ28

شفا – خرَّج وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح، دورة القيادات المتوسطة 28، التي تعقدها …