9:56 مساءً / 1 أغسطس، 2025
آخر الاخبار

جامعتان في مواجهة مستوطنة: التعليم الفلسطيني في محافظة سلفيت بين الصمود والاستيطان ، بقلم : د. عمر السلخي

جامعتان في مواجهة مستوطنة: التعليم الفلسطيني في محافظة سلفيت بين الصمود والاستيطان ، بقلم: د. عمر السلخي

في قلب محافظة سلفيت، التي تتعرض لأشد أشكال الاستيطان والتهويد، تقف جامعة القدس المفتوحة وجامعة الزيتونة للعلوم والتكنولوجيا كمنارتين للعلم، وإصرارين أكاديميين في وجه أعتى مشاريع الاحتلال، وعلى رأسها “جامعة أريئيل” المقامة على أراضي الفلسطينيين المغتصبة.


ليست هذه مجرد مواجهة بين مبانٍ تعليمية، بل صراع بين مشروعين: مشروع تحرري وطني يسعى لبناء الإنسان الفلسطيني، وآخر استيطاني استعماري يسعى لاقتلاع هذا الإنسان من أرضه.

جامعة القدس المفتوحة – الحضور رغم الجدران

رغم تواضع الإمكانيات، تمكنت فرع جامعة القدس المفتوحة في سلفيت من أداء دور محوري في تمكين الشباب، وخصوصًا في القرى المصنفة (ج) والتي تُحاصرها المستوطنات.

تقدم الجامعة فرصًا للتعليم العالي بتكاليف منخفضة، ما يعزز العدالة التعليمية.

تتيح للطلبة الدراسة في بيئة فلسطينية الهوية، رغم الضغوط الأمنية والجغرافية.

ساهمت في تخريج الاف الكفاءات التي عادت لخدمة المجتمع المحلي.

جامعة الزيتونة – حُلم يتحقق في قلب التحدي

تُعد جامعة الزيتونة مشروعًا أكاديميًا ناشئًا واستراتيجيًا في محافظة سلفيت، أُسس كخطوة ذكية لتعزيز بقاء الطلبة الفلسطينيين في أرضهم، ورفع مستوى التعليم النوعي في المنطقة.

موقعها الحيوي شرق مدينة سلفيت ليس بعيدًا عن محيط مستوطنة “أريئيل”، ما يجعلها خط دفاع تنموي في وجه التوسع الاستيطاني.

تستقطب الكفاءات، وتطمح لتكون منصة تعليمية منافسة إقليميًا.

الجامعة تحمل رسالة تنموية تؤمن أن التعليم هو أداة مقاومة وصمود.

جامعة “أريئيل”… رأس حربة المشروع الاستيطاني

تقع “جامعة أريئيل” في عمق الضفة الغربية، وقد تحولت من كلية استيطانية إلى جامعة كاملة مدعومة من حكومة الاحتلال.

تُستخدم كذريعة لتوسيع الاستيطان وسرقة المزيد من الأراضي.

تحظى بدعم مالي ضخم من وزارة التعليم الإسرائيلية ومنظمات صهيونية حول العالم.

تُجند العلم والتكنولوجيا لخدمة مشروع سياسي توسعي يهدف لتكريس الاحتلال وطمس الوجود الفلسطيني في المنطقة.

التعليم كخط دفاع أول

في ظل هذا المشهد، يتبيّن أن التعليم الفلسطيني في محافظة سلفيت لم يعد مجرد مؤسسة أكاديمية، بل هو فعل مقاومة.

الطالب الفلسطيني الذي يذهب يوميًا للجامعة في بيئة محاصرة، هو مقاتل من نوع آخر.

كل مبنى جامعي يُبنى على أرض فلسطينية هو ترسيخ للسيادة والوجود.

كل شهادة جامعية تُمنح هي وعد بالمستقبل وبالتحرر من التبعية.

الجامعات في مواجهة الاحتلال

في محافظة سلفيت، لا تقتصر المواجهة مع الاحتلال على الحواجز والاقتحامات، بل تمتد إلى الفضاء الأكاديمي.
جامعة القدس المفتوحة وجامعة الزيتونة ليستا مجرد مؤسستين، بل جبهتان من جبهات الدفاع عن الهوية.
وفي وجه “جامعة أريئيل” التي بُنيت على أنقاض العدالة، تبرز الجامعتان الفلسطينيتان كمثال على أن العلم يمكن أن يكون سياجًا واقيًا من الاستيطان… وجسرًا نحو الحرية.

شاهد أيضاً

مستوطنون يعتدون على دير جرير شرق رام الله والأهالي يتصدون لهم

مستوطنون يعتدون على دير جرير شرق رام الله والأهالي يتصدون لهم

شفا – تصدى أهالي قرية دير جرير شرق رام الله، مساء اليوم الجمعة، لمحاولة اقتحام …