12:19 صباحًا / 31 يوليو، 2025
آخر الاخبار

هل يشكّل اتفاق “يوروفايتر تايفون” بين أنقرة وبرلين تحوّلاً في موازين القوة الإقليمية ؟ بقلم : علاء عاشور

هل يشكّل اتفاق “يوروفايتر تايفون” بين أنقرة وبرلين تحوّلاً في موازين القوة الإقليمية؟ بقلم : علاء عاشور

في تطور لافت، توصلت أنقرة إلى اتفاق مع برلين لتسلم 40 طائرة من طراز “يوروفايتر تايفون”، ما يعكس تحوّلًا نوعيًا في العلاقات الدفاعية بين تركيا وأوروبا، ويطرح تساؤلات مشروعة حول دلالات هذا الاتفاق في السياق الإقليمي والدولي المتشابك، لا سيما في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

إعادة ضبط التوازن الإقليمي؟

لا يمكن قراءة هذا الاتفاق العسكري بمعزل عن التحولات الجيوسياسية في المنطقة، وعلى رأسها تفاقم النزعة العدوانية التي تنتهجها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف. يبدو أن هناك إدراكًا أوروبيًا متناميًا بأن استمرار التغاضي عن “العربدة الإسرائيلية” – التي تقودها حكومة دينية وقومية متطرفة – قد يرتد سلبًا على أمن أوروبا نفسها، خاصة في ظل القرب الجغرافي من الشرق الأوسط وما يترتب عليه من تداعيات لجوء، إرهاب، وعدم استقرار.

إن تعزيز القوة الجوية التركية عبر طائرات “تايفون” قد يُفهم كإشارة ضمنية إلى رغبة أوروبية في خلق نوع من التوازن الإقليمي، وكبح جماح التهور الإسرائيلي، دون الدخول في مواجهة مباشرة أو تغيير جذري في السياسة الغربية تجاه تل أبيب. فتركيا، بحكم موقعها الجغرافي وقدراتها العسكرية، تظل شريكًا محتملًا للغرب في إدارة هذا التوازن غير المعلن.

هل هناك ضوء أخضر أمريكي؟

من الصعب تصور إتمام صفقة بهذا الحجم دون تشاور أو تنسيق مع واشنطن، لا سيما أن الطائرة “يوروفايتر تايفون” تشارك في تصنيعها شركات أوروبية ترتبط بعلاقات وثيقة مع الصناعات الدفاعية الأمريكية. وقد يُفهم هذا التطور على أنه نوع من “التفويض الناعم” من الإدارة الأمريكية لإعادة تموضع تدريجي في المنطقة، حيث تتولى أطراف إقليمية – مثل تركيا – أدوارًا وظيفية في إدارة الاستقرار، في ظل انشغال واشنطن بالصين وروسيا.

هواجس الغرب من توجهات أنقرة الشرقية

من جهة أخرى، لا يمكن تجاهل البُعد الاستراتيجي الذي يربك أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء: الانفتاح التركي المتزايد على الصين وروسيا. العلاقات التركية-الروسية، رغم تناقضاتها، تشهد تنسيقًا عاليًا في ملفات حيوية كأوكرانيا وسوريا، فيما تتنامى علاقات أنقرة الاقتصادية والتكنولوجية مع بكين. هذا التحول المحتمل في البوصلة الجيوسياسية لتركيا قد يكون دافعًا أوروبيًا إضافيًا لتقوية الروابط العسكرية معها، ومحاولة استمالتها مجددًا إلى الفلك الغربي.

ختامًا

قد لا يكون اتفاق الطائرات مجرد صفقة عسكرية عادية، بل مؤشرًا على دينامية جديدة في العلاقات الأوروبية-التركية، مدفوعة بقلق مشترك من الانفجار الإقليمي المتزايد، ومن استقطابات دولية تعيد رسم خريطة التحالفات التقليدية. وفي هذا السياق، تبدو أوروبا وكأنها بدأت تعيد حساباتها، ولو بخجل، تجاه السياسات الإسرائيلية المتطرفة، وتسعى، عبر تركيا، إلى استعادة بعض التوازن الذي اختلّ بفعل التطرف الإسرائيلي والصمت الغربي الطويل.

شاهد أيضاً

الأمن الوطني في قلقيلية يشارك في اختتام مخيم “الأمل الفلسطيني”

شفا – شاركت قوات الأمن الوطني ممثَّلة بقائد منطقة قلقيلية العقيد جمال آسيا وعدد من …