3:41 مساءً / 18 يوليو، 2025
آخر الاخبار

جورج عبد الله ، العدّ التنازلي للحرية بعد أربعة عقود من الصمود ، بقلم : المهندس غسان جابر

جورج عبد الله ، العدّ التنازلي للحرية بعد أربعة عقود من الصمود ، بقلم : المهندس غسان جابر

جورج عبد الله ، العدّ التنازلي للحرية بعد أربعة عقود من الصمود ، بقلم : المهندس غسان جابر

بعد 41 عامًا من الاعتقال في سجون فرنسا، أصدرت محكمة الاستئناف في باريس أخيرًا قرارًا بالإفراج عن المناضل اللبناني الأممي جورج إبراهيم عبدالله، أحد أقدم المعتقلين السياسيين في أوروبا والعالم.


لكن هذا القرار، ورغم رمزيته السياسية والإنسانية، لن يدخل حيّز التنفيذ إلا في 25 تموز/يوليو 2025، وفق ما أعلنته الجهات القضائية الفرنسية.

قرار قضائي… تأخر أربعة عقود

جاء الحكم في جلسة غير علنية، لم يُسمح لعبدالله بحضورها شخصيًا، وأقرت المحكمة الإفراج المشروط عنه بشرط مغادرته الأراضي الفرنسية فورًا وعدم العودة إليها.


هذا التطور يعيد الأمل لعائلته ورفاقه ولكل من آمن بأن العدالة ستنتصر، ولو بعد حين.

لقد جاء هذا القرار بعد أكثر من 20 محاولة قانونية للإفراج المشروط منذ عام 1999، تاريخ انتهاء محكوميته الأصلية، وُوجهت جميعها بالرفض تحت ضغوط سياسية أمريكية وإسرائيلية.

جورج عبد الله… قضية فلسطين في جسد لبناني

جورج عبد الله لم يكن مجرد مناضل لبناني، بل كان فلسطينيًا في انتمائه العميق، أمميًا في رؤيته، حراً في قراره.
قاتل الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وواجه الإمبريالية الغربية من قلب أوروبا، ودفع ثمن هذا الموقف أربعة عقود من الاعتقال والعزل.

هو أحد رموز اليسار الثوري الأممي، ورجل مبدأ لا يساوم، رفض التوقيع على أي توبة، ورفض الاعتراف بشرعية سجنه.
كتب من زنزانته مئات الرسائل التي كانت بمثابة بيانات ثورية، ناطقة بالكرامة والمقاومة.

لماذا تأخر الإفراج؟

رغم أن عبد الله استوفى كل الشروط القانونية للإفراج منذ عام 1999، إلا أن السلطات الفرنسية رضخت مرارًا للضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي اعتبرت عبد الله “خطراً سياسياً” بسبب شعبيته ومواقفه الثابتة.

ورغم توصيات قضائية بالإفراج عنه، رفضت الحكومة الفرنسية تنفيذ أي منها، في سابقة تؤكد التسييس الواضح للقضاء الفرنسي.

ترحيل إلى لبنان… لا حرية كاملة بعد

وفق القرار، فإن حرية جورج عبد الله ليست مطلقة، بل مقيدة بالترحيل الفوري ومنع العودة إلى فرنسا.
من المتوقع أن تنسق السفارة اللبنانية في باريس ترتيبات ترحيله بعد 25 تموز، وتستقبله بيروت استقبال الأبطال الذين لم يبدّلوا تبديلاً.

ومع أن لحظة الحرية باتت أقرب من أي وقت مضى، إلا أن هذا “الإفراج القسري” يؤكد أن النظام الفرنسي لم يصفح، بل اضطر للتراجع أمام صلابة هذا الرجل وضغط الشارع والحقوقيين.

الحرية آتية… لكن المعركة لم تنته

التحرر الجسدي من السجن لا يلغي حقيقة أن جورج عبد الله سيبقى سجينًا سياسيًا في ذاكرة التاريخ المعاصر، نموذجًا للمقاوم الصلب الذي لم يخضع، ولم يضعف، ولم يساوم.

سيخرج من سجنه، ولكن ستبقى قضيته أمانةً في عنق كل من يؤمن بأن فلسطين قضية تحرر وكرامة، وأن النضال لا يعترف بجغرافيا أو جنسية.

في 25 تموز 2025، ستخرج من الزنزانة واحدة من أنقى التجارب النضالية في العصر الحديث.


وسيكتب التاريخ أن جورج عبد الله، بصموده، حرر نفسه أكثر مما سجنه سجّانوه.

إنه ليس مجرد معتقل سيفرج عنه، بل شاهد حيّ على عنصرية الغرب، وضمير حر لا يزال ينبض باسم فلسطين.

  • – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة. القديمة في الخليل

شاهد أيضاً

إصابة طفل بالاختناق خلال قمع الاحتلال مسيرة ضد الاستيطان في رابا جنوب شرق جنين

إصابة طفل بالاختناق خلال قمع الاحتلال مسيرة ضد الاستيطان في رابا جنوب شرق جنين

شفا – أصيب طفل بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، …