9:52 مساءً / 26 يونيو، 2025
آخر الاخبار

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

السيجار وباغز باني… والعدالة الأمريكية بطعم الهولوكوست ، بقلم: رانية مرجية

والله يا جماعة، لم أعد أميّز إن كنت أعيش في هذا العالم أم في حلقة جديدة من مسلسل توم وجيري، حيث يركض العالم خلف عدالةٍ وهمية، ويخرج ترامب علينا من منصة تُدعى Truth Social، وكأننا بحاجةٍ إلى المزيد من الأكاذيب المُغلّفة بال”تروث”.

ففي نهارٍ لم يكن حارًا بما فيه الكفاية، قرر الرئيس الأمريكي السابق – واللاحق على ما يبدو – دونالد ترامب أن يمارس هوايته المحببة في توزيع صكوك البراءة على الحلفاء الصهاينة، فكتب تغريدة تشبه مقاطع الرسوم المتحركة، يقول فيها إن محاكمة نتنياهو بسبب السيجار وبوبة باغز باني وأمور أخرى “غير عادلة”، هي مجرّد “صيد ساحرات”.

نعم، سمّيها هكذا: صيد ساحرات.


وكأننا في زمن المكارثية، لا في محكمةٍ تتناول فسادًا ماليًا وشبهات رشوة وسرقات علنية من خزينة دولة تموّل نفسها من دمائنا.

يا سيادة ترامب، ألا تعلم أن نتنياهو إن لم يكن فاسدًا، فإنه على الأقل خبير في الفساد؟


أم أن بوبة “باغز باني” أصبحت من ممتلكات الدولة؟
هل السيجار صار رمزا للبطولة؟
وهل قهوة ال”لاتيه” التي قُدّمت له بأموال عامة باتت مكوّنا من مكونات الأمن القومي الإسرائيلي؟

أقول لك وبكل سخرية فلسطينية: لو أنّ نتنياهو فلسطينيّ الأصل، لكان أُعدم ميدانيًا بتهمة التدخين في الأماكن العامة!

ترامب الذي لم يحفظ جغرافيا فلسطين، ولم يفرّق يومًا بين جنين وجنيف، قرر فجأة أن يضع نفسه قاضيًا في محكمة تل أبيب، ويفتي بضرورة “إلغاء المحاكمة أو منح العفو”.


ولمَ لا؟
فهو الذي منح القدس على طبق من ذهب.


وهو الذي قدّم الجولان هديةً كأنها حفنة فستق.
فما بالكم بعفو صغير عن صديقه العزيز، بيبي نتنياهو، شريك السيجار والباغز باني؟

أكاد أسمعه يهمس في أذن القضاء الإسرائيلي:

“اتركوا بيبي، ما عمل شي… كل اللي سرقو بس شوية شوكولاتة وسيجار، إحنا بنسرق أوطان وهو سرق كرتون!”

أليست هذه هي العدالة الأمريكية التي طالما تبجّحوا بها؟
عدالة تحفظ حقوق القاتل، وتمنع الضحية من الشكوى.
عدالة تكافئ من يهدم بيوت الفلسطينيين، وتغضب إن حوكم من سرق السيجار من أموال الدولة.

لكن لا تقلقوا…


فنحن، في هذا الشرق المُفخّخ بالأكاذيب، اعتدنا أن تُجرّم الضحية وتُكرّم السكين.
وسنبقى نضحك، ساخرين، كلما سمعنا اسم “Truth Social”،
لأن الحقيقة يا سادة…
تُدفن كل يوم في غزة، وتُبخّ في دخان السيجار الذي لم يُدخّنه نتنياهو وحده،
بل شاركه فيه عالمٌ كامل… مدهون بزبدة الأكاذيب.

  • – رانية مرجية – ناشطة، كاتبة فلسطينية من الرملة
    26 حزيران 2025

شاهد أيضاً

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بيت أمر شمال الخليل

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال بيت أمر شمال الخليل

شفا – أصيب عدد من المواطنين، اليوم الخميس، بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي …