1:09 صباحًا / 31 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

بالانفتاح نحقق التنمية وبالتعاون نصنع المستقبل، بقلم : تشيان شي

بالانفتاح نحقق التنمية وبالتعاون نصنع المستقبل، بقلم : تشيان شي

كان عام 2025 محطةً مهمة في مسار التعاون الصيني-العربي، حيث تعززت الثقة السياسية وتوسعت آفاق الشراكة العملية وفي ظل أوضاع دولية معقدة ومتقلبة، تمسكت الصين والدول العربية بمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة، وسارتا جنبًا إلى جنب في مجالات التنمية والنهضة، والتبادل الحضاري، والحوكمة العالمية، بما أضفى قدرًا مهمًا من الاستقرار والطاقة الإيجابية على عالم يشهد اضطرابات متزايدة.

وبالنظر إلى حصيلة هذا العام، واصل التعاون العملي الصيني-العربي الارتقاء في الجودة والمستوى. ففي إطار البناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق”، تمضي قدمًا مشاريع متعددة في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والاقتصاد الرقمي، والطاقة الجديدة، مع حفاظ التبادل التجاري بين الجانبين على زخم نموه.

وفي الوقت نفسه، تتوسع آفاق التعاون في مجالات ناشئة مثل الطيران والفضاء، والتحول الأخضر، والذكاء الاصطناعي، ما أضفى حيوية جديدة على مجالات التعاون التقليدية. وتؤكد هذه الإنجازات أن التعاون الصيني-العربي يستند إلى أساس تاريخي متين، ويتمتع في الوقت ذاته بحيوية واقعية قوية وآفاق تنموية واسعة.

ومن اللافت أن الاقتصاد الصيني واصل في عام 2025 إظهار قدر كبير من المرونة والإمكانات. فقد التزمت الصين بالتنمية عالية الجودة كمسار رئيسي، وواصلت توسيع الانفتاح رفيع المستوى، ودفع الانفتاح المؤسسي بخطوات ثابتة، محققة تقدمًا متواصلًا في مجالات النفاذ إلى الأسواق، وتحسين بيئة الأعمال، وتطوير تجارة الخدمات، وتسهيل الاستثمار. وسواء في بناء اقتصاد عالمي منفتح أو في تعزيز تعاون بلدان الجنوب، تواصل الصين تقديم فرص أوسع للدول النامية، بما فيها الدول العربية، من خلال إجراءات عملية وملموسة.

كما أن مضمون التعاون الصيني-العربي تجاوز منذ وقت طويل الإطار الاقتصادي والتجاري. ففي عام 2025، شهدت مجالات التبادل الإنساني والتعاون التعليمي وتفاعل الشباب والحوار الحضاري زخمًا متصاعدًا. فمن تبادل الجامعات إلى تعاون مراكز الفكر، ومن الزيارات الإعلامية المتبادلة إلى فعاليات الأعوام الثقافية، بات عدد متزايد من الأصدقاء العرب يتعرفون على الصين بصورة أكثر واقعية وشمولية وتعددًا، في حين يزداد اقتراب الشعب الصيني من العالم العربي، بما يعزز التفاهم المتبادل والتقارب الشعبي.

وبالنظر إلى عام 2026، ستدخل العلاقات الصينية-العربية مرحلة جديدة مهمة، مع قرب انعقاد الدورة الثانية للقمة الصينية-العربية. فهذه القمة لا تمثل امتدادًا لنتائج القمة الأولى فحسب، بل ستسهم أيضًا في رسم ملامح جديدة للتنمية المستقبلية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين.

ومن المنتظر أن يحقق الطرفان توافقات أوسع في مجالات مواءمة استراتيجيات التنمية، والتكامل الصناعي، والتحول الأخضر منخفض الكربون، والحوكمة العالمية، بما يدفع التعاون الصيني العربي نحو مستويات أعلى وأبعاد أعمق.

وانطلاقًا من نقطة بداية جديدة، ستواصل الصين التزامها الثابت بالانفتاح على العالم، ومساندة الدول العربية في اختيار مسارات تنموية تنسجم مع أوضاعها الوطنية. كما سيستثمر الجانبان انعقاد القمة لتعزيز تنسيق الجهود التنموية، والمضي معًا في مسار التحديث وصولًا إلى الازدهار المشترك.

وفي عالم تتزايد فيه عوامل عدم اليقين، يجسد التعاون الصيني-العربي يقين التعاون المربح للجميع، وشمولية التفاعل الحضاري، وروح البناء والتطلع إلى المستقبل. وهي شراكة جديرة بالثقة، ومفعمة بالآمال، وستواصل مسيرتها بثبات وعلى المدى البعيد.

  • – تشيان شي – إعلامية صينية – الصين .

شاهد أيضاً

وزير خارجية الصين : يجب ألا يُترك شعب فلسطين دون إجابة عن مطالبه المشروعة بحقوقه الوطنية

شفا – قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، خلال كلمة له في الندوة حول …