شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
الحواجز والجدار الفاصل ، معاناة يومية تُثقل كاهل الفلسطينيين ، بقلم : الاستاذة والأديبة رجاء يوسف عبد الشوامرة
تُعدّ الحواجز الحديدية الإسرائيلية والجدار الفاصل العنصري من أكثر الإجراءات تضييقًا على الشعب الفلسطيني، إذ أسهما في فصل فلسطين عن بعضها البعض، وتحويل التنقّل بين المناطق إلى معاناة يومية قاسية. فقد أُجبر الفلسطيني على الانتقال من منطقة إلى أخرى لقضاء شؤون حياته الأساسية، كالتعليم والعمل والعلاج، وهي حقوق طبيعية يفترض أن تكون مكفولة لكل إنسان دون قيود.
ولم يقتصر تأثير هذه الإجراءات على الجانب الإنساني فقط، بل امتد ليشمل مختلف جوانب الحياة الفلسطينية، التي باتت محدودة ومقيدة في ظل غياب فعلي لتطبيق مواثيق حقوق الإنسان الدولية، وتراجع دور العدالة العالمية في إنصاف الشعب الفلسطيني. وأصبحت الحواجز والجدار أدوات ضغط يومية تُستخدم للتحكم في حركة الناس، وفرض واقع قسري يتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية.
وعلى المستوى اليومي، تحوّلت الحواجز إلى معاناة يعيشها الفلسطينيون بشكل دائم، حيث يضطر المواطنون إلى الانتظار لساعات طويلة، وقطع مسافات شاقة، في طريقهم إلى أعمالهم أو وظائفهم أو لتلقي العلاج في مدن أخرى. وكثيرًا ما يجد الفلسطيني نفسه عاجزًا عن الوصول في الوقت المناسب، الأمر الذي يؤثر سلبًا على حياته المهنية والتعليمية والصحية.
ويُعدّ حق التنقّل بحرية من أسمى حقوق الإنسان، إلا أن هذا الحق بات مرهونًا بإجراءات عسكرية تعسفية، تخلو من أي مبرر أمني حقيقي، وتُفرض دون سند قانوني واضح. فالحواجز لم تعد مجرد نقاط تفتيش، بل تحوّلت إلى وسيلة للسيطرة والتضييق، تُمارَس من خلالها سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين.
كما أدّى الجدار الفاصل إلى حرمان آلاف العائلات الفلسطينية من العمل في أراضيها الزراعية الواقعة خلفه، وهي أراضٍ كانت تمثّل مصدر رزق أساسيًا لسكان العديد من القرى الفلسطينية. وقد اعتمدت هذه العائلات في قوتها اليومي على ما تنتجه تلك الأراضي من محاصيل، ما جعل عزلها خلف الجدار ضربة قاسية للاقتصاد المحلي وللاستقرار المعيشي.
