
مثلما أنت في الداخل، كذلك أنت في الخارج ، بقلم: المستشار د. آمنة الريسي
ولكن العقل يرفض تصديق هذه الحقيقة عن الذات، فيلجئ لخلق صورة للذات في الخارج متناسبة مع قبول المجتمع
ومن هنا يبدء الصراع. ما بين الحقيقة المدفونه في أعماق الذات، وما بين الصورة التي تتشكل في الخارج لتتوافق مع متطلبات المجتمع
كلما كنت أقرب لعمقك ولحقيقتك مهما كانت مؤلمه، كلما كنت أقرب لكونك إنسان
وكلما أنفصلت عن العمق وذهبت للخارج، كلما كنت أقرب لعقلك وبالتالي أقرب للصراع.
صراع يحاول من خلاله عقلك منحك واقع ليس لك وصوره ليست لك. أنت تدخل في صراع مع عقلك محاولاً أقناعه أنك تمتلك أمر في حقيقة أعماقك أنت لا تمتلكه
فيلجئ الشخص للعلاقات الكثيرة وللأنغماس في أشياء كثيره تنسيه تلك الحقيقة العميقة المؤلمة.
ولو حاولنا تذكيره بما يحدث بداخله، لأصدر سلوكيات وعواطف وانفعالات بها درجه عاليه من المقاومه. لن يسمح لأي أحد أن يرجعه لذاك المكان
في المقابل، من هو ملتصق بعمقه وبحقيقته ويعيش الخارج متوافق مع ما يحدث بالداخل، هذا الشخص يعيش من الآلم الشي الكثير. ولكنه ألم يتولد منه الفن والأبداع والتغيير والتطور الحقيقي
ما هو منعكس في خارج هذا الشخص وليد قصة عميقه تحدث في أعماقه. قصة أصرار أنه لن يقبل أن يكون إلا هو
ولكن للأسف مثل هؤلاء الأشخاص غالباً لا يقبلهم المجتمع، لأنهم بكل بساطة حقيقيين.
لأنهم يعكسون للأخرين الحقيقة التي يهربون منها. لأنهم مرآة من خلالها يشاهد الأخرين ذلك العمق الذي هربو منه.
المستشار د. آمنة الريسي
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .