12:55 مساءً / 10 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

توماس ماسي- وجماعة الضغط الصهيوني ، بقلم : بديعة النعيمي

توماس ماسي- وجماعة الضغط الصهيوني ، بقلم : بديعة النعيمي

“توماس ماسي” وجماعة الضغط الصهيوني

خرج النائب الأمريكي “توماس ماسي” مؤخرا بتصريح صادم كشف فيه أن جميع النواب في الكونغرس الأمريكي من “الجمهوريين” تقريبا لديهم “مرشدون” من “اللوبي الصهيوني” “أيباك”، مهمتهم المراقبة والضغط وإملاء المواقف لضمان عدم خروج النواب عن الخط الذي يخدم مصالح دولة الاحتلال.


ومن الواضح أن هذا التصريح جاء كاعتراف بأن نفوذ الصهيونية في قلب صنع القرار الأمريكي بالإضافة لكونه نفوذا، أصبح شكلا من أشكال التحكم الفعلي في توجيه ما يصدر فيه من قرارات.


وليس أدل على صدق تصريح “توماس ماسي” ما حدث بعد السابع من أكتوبر/٢٠٢٣، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية انحازت ومنذ اللحظة الأولى إلى جانب دولة الاحتلال بشكل كامل وغير مسبوق في التاريخ الحديث.


فواشنطن لم تكذب خبرا مثلما يقولون، فقد تحركت فورا لحماية حليفتها سياسيا وعسكريا وإعلاميا بكل طاقاتها. فأرسلت حاملات الطائرات، والذخائر الأكثر فتكا ومنحت دولة الاحتلال غطاء دبلوماسيا مطلقا في ردهات المدعو “مجلس الأمن”، وأحبطت كل محاولة دولية لوقف الحرب. وكان واضحا أن “البيت الأمريكي” يتحرك فقط وفق ما يطلبه المسؤولون الصهاينة في استجابة تلقائية لرغباتهم مهما كان الثمن.

وحين يعترف عضو في “الكونغرس” بأن زملاءه يخضعون ل “مرشدين” مباشرين من منظمة ضغط تخدم مصالح دولة أجنبية، يطفو السؤال الآتي، هل الولايات المتحدة هي من يقود سياستها في الشرق الأوسط، أم أنها تقاد؟ لأن التصريح الآنف الذكر إنما يعكس اختراقا لأجهزة التشريع، وضمانا بأن تبقى قرارات أمريكا متوافقة مع أولويات دولة الاحتلال مهما تغيرت الإدارات. فمن “بايدن” إلى “ترامب” لم يتوقف الدعم الأعمى ولم تتغير الأولويات.


فمن الدعم العسكري المفتوح إلى حماية “تل أبيب” من المحاسبة والتغطية على إجرامها وخرقها لجميع القوانين كما قلنا.


وفي ظل هذا الوضع، يصبح تصريح “ماسي” إدانة لواقع الأمريكي الذي بات “اللوبي الصهيوني” لدولة الاحتلال يتحكم في قراراته لصالح الأخيرة.

وبما أن الحديث عن “اللوبي الصهيوني” في أمريكا يعد “خط أحمر”، يتحاشى الكثيرون الاعتراف به فقد جاءت تصريحات “ماسي” الجريئة لتفتح الباب أمام حقيقة قاسية، مفادها إن ما يجري في “الكونغرس” ما هو إلا شكل من أشكال الوصاية التي تجعل القرار الأمريكي صدى يتردد لصوت ما تريده دولة الاحتلال، لا تعبيرا عما يريده معظم الشعب الأمريكي . ومن هنا فيجب أن تكون هذه هي اللحظة التي يبدأ فيها هذا الشعب في إدراك حجم الثمن الذي يدفعونه مقابل العلاقة مع دولة الاحتلال، والتي باتت، بعد السابع من أكتوبر، أكثر عبئا وانكشافا من أي وقت مضى.

شاهد أيضاً

د. مجدلاني : عدم تمكين شعبنا من تقرير مصيره فشل للمجتمع الدولي في تطبيق فعلي لمبادئ حقوق الإنسان

شفا – قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني …