12:26 مساءً / 1 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

حين يضيء الأثرُ طريقًا لا نراه ، بقلم : ناديه كيوان

حين يضيء الأثرُ طريقًا لا نراه

حين يضيء الأثرُ طريقًا لا نراه ، بقلم : ناديه كيوان


هناك أناس يعبرون في حياتنا خفافًا، لكنّ أثرهم يظل أثقل من الغياب نفسه. يتركون في القلب شيئًا يشبه الدفء، ويضعون في الروح علامة صغيرة نعود إليها كلّما ضاقت الطرق واشتدّ التعب. والجميل أنّ أثرهم لا يحتاج صوتًا كبيرًا ولا حضورًا طويلًا، يكفي أنهم مرّوا بصدق.


وفي واحدة من همساتي قلتُ:


“بعض الأرواح تُشبه النافذة التي لا نلتفت لوجودها، حتى يأتي يوم تختنق فيه الغرفة فنبحث عن قبس الضوء… ونكتشف أن الحياة كانت تسندنا بها دون أن ندري.”


هذا القول وحده يكشف كيف أنّ الأثر الحقيقي لا يصرخ، بل ينقذ.


حين تبدو الحياة كئيبة، ويضيق صدرنا أكثر مما يحتمل، يظهر ما تركه أولئك الطيبون فينا: كلمة عابرة، ضحكة صافية، لحظة صدق، أو حتى حضور يشبه يدًا تربّت على كتفك دون ضوضاء. هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تُمسكنا من حافة الانطفاء وتعيدنا إلى أنفسنا.


الأثر الطيب لا يموت، بل يتحوّل إلى ضوء يرافقك في العتمة. وعندما نحسب أننا وحدنا، تُفاجئنا تلك الذكرى التي تركها أحدهم في القلب، فتفتح نافذة لم ننتبه لوجودها.


نحن نبتسم… ليس لأن الحياة سهلة، بل لأنّ بعض البشر تركوا فينا من الخير ما يكفي لإنقاذ يومٍ كامل.


ولأنّ أرواحًا مرّت بنا، ومرّت فينا، وما زالت تضيء… حتى وهي غائبة.


ناديه كيوان

شاهد أيضاً

شهيد برصاص الاحتلال في حي الزيتون جنوب غزة

شفا – استشهد، اليوم الإثنين، مواطن برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي الزيتون جنوب شرق …