12:14 صباحًا / 5 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

ذكريات ملعونة .. ، بقلم : زينة جرادي

ذكريات ملعونة .. ، بقلم : زينة جرادي


مَلعونةٌ هي كلُّ الذكرياتِ التي تبدأُ وتنتهي بمن أغواني
لعينَيْهِ خَرِسَ الصَمَتُ وسَكِرَ الهَذَيان
سلامٌ لقلبه
لنَسيمِهِ الفَتَّان
لِمَنْ أضناني وفي التِّيهِ بذهولٍ واختلالٍ رماني
من أراهُ وليسَ يَراني
لِمَن يخطو من اللُّجِّ نحو برِّ الأمان
قاصدًا حُبًّا أقامَ بذاكَ المكان
لستُ أدري ما اعتراهُ وما قدِ اعتراني
ملعونةٌ كلُّ الذكرياتِ التي تبدأُ وتنتهي بمن أَغواني
مَلعونةٌ كلُّ الذكرياتِ التي تبدأُ بابتسامةٍ تُشبِهُ الفجرَ،وتنتهي بغُروبٍ أُرْجُواني
تحمِلُ في طَيّاتِها ألفَ خَيْبَةِ تَوانِ
مَلعونةٌ كلُّ التفاصيلِ التي تُشبِهُهُ…
همسَتُهُ الأولى،
ضِحكَتُهُ التي تَسَرَّبَت إلى دهاليزِ روحي،
نظراتُهُ التي أقامتْ في مَعْبَدٍ لا تُطْفَأُ شمعَتُه
كأنّ النَّبْضَ توقَّفَ في خافقي،
وكأنَّ السُّكونَ عَزَفَ لَحْنًا لا يسمَعُهُ إلّاي،
فرقَصْتُ وَحدي على موسيقا الغياب…
سلامٌ لقلبٍ
عَلَّمَتْهُ عيناهُ أن الحُبَّ نِعمةٌ
فغَرَسَ في العِشقِ رُمَّانَةً
تَفَجَّرَتْ على خَاصِرَةِ أيامي
أراهُ في كلِّ الوُجوه
أتوارى خَلْفَ ظِلِّهِ الذي لا يَراني
أَخطو فوقَ مِلحٍ تَعَطَّرَ بالخِذْلانِ،
كأنَّ الوجَعَ حِكايةٌ
وكأنّي مُجَرَّدُ جاريَةٍ تُتَمْتِمُ في لحظةِ نَشْوةٍ باسمِهِ
أأعترفُ به أم أعترِفُ على نفسي
لستُ أدري…
مَلعونةٌ كلُّ الذكرياتِ التي تبدأُ بيدِهِ حينَ لامَسَتْ يدي،
وتَنتهي بأُغنيتِهِ التي كُلَّما حاولتُ نِسيانَها،
أغرَقَتْني حتى آخِرِ أنفاسي
مَلعونةٌ كلُّ الذكرياتِ التي تَبدأُ
بهمسةٍ عَبَرَتْ عُنُقي
وانسكَبَتْ على كَتفي
وانتهتْ وكأنّها لم تَعرِفْ شُعورًا
مَلعونةٌ كلُّ نَظْرةٍ تَغَلْغَلَتْ بي فَتَلَعْثَمْتُ بين نُطقي والصمت،
وشَهَقَتِ الحياةُ في صدري،
وسرى الهذيانُ لِيَلْتَهِمَني أُنثى لا تَعرفُ النجاةَ منه
سلامٌ لقلبٍ كانَ يخفِقُ ويذوبُ إنْ أتاني،
كأنَّ أنفاسَهُ تَكتُبُ عَلَيَّ تَعاويذَ الوَلَهْ،
كأنَّ جِلدي يَختَزِنُهُ في ذاكرةِ الحَواسْ
التِّيهُ مدخَلُهُ ،والعِشقُ سِرُّهُ
أراهُ خَلفي كلّما وقفتُ أمام مرآتي،
أشعُرُ بخَيَالِهِ يَلْثِمُ جِيدي،
يُداعِب شَعْري
يَخطو على جِلدي
يَتَشَبَّثُ ضَوْعُهُ بمَسامي
كما يتسلَّلُ الضوءُ بين أكمامي
يَقصِدُ الحُبَّ كماءٍ زُلالٍ يَرويه بشهوهٍ
يُدرِك أين يَزرعُ لَثَماتِه
لستُ أدري…
أأهربُ منهُ أم إليه بعدَ أن قرأني سَطرًا فسطرًا ولم يُكمِل
مَلعونةٌ كلُّ الذكرياتِ التي تبدأُ
بأصابِعِهِ حين مَرَّتْ على نَهْدي،
وهَمَس:
“اِبقَي…” ثم تلاشى

شاهد أيضاً

تقرير : رجال أعمال صينيون وسعوديون يعربون عن ثقتهم في آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط

تقرير : رجال أعمال صينيون وسعوديون يعربون عن ثقتهم في آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط

شفا – أعرب قادة أعمال صينيون وسعوديون عن ثقتهم القوية في آفاق التعاون بين الصين …