
البروفيسور سعاد بسناسي – جامعة وهران 1 عضو المجلس الأعلى للغة العربية رئيسة أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي، مديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام – الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
تخرج شبكة فلسطين للأنباء شفا في زمنٍ تتكاثر فيه المنصات وتتناقص فيه الثقة، من رحم المعاناة، لا كمنبرٍ إعلامي فحسب، بل كـمأوى للكلمة، ومحراب للمهنية، ومرآة للضمير الجمعي الفلسطيني. ليست شفا منصة إخبارية ناقلة للأحداث، بل هي كائن لغوي مقاوم، يتنفس الحقيقة، ويُعيد تشكيل الوعي، ويمنح للخبر روحًا، وللصورة ذاكرة، وللصمت معنى.
شفا ككائن لغوي مقاوم:
من يقرأ شفا لا يقرأ خبرًا، بل يقرأ نبضًا. كل عنوان فيها هو صرخة بلا صراخ، وكل صورة هي شاهد لا يحتاج إلى شهادة. إنها لا تكتفي بالحياد، بل تُعيد تعريفه: فالحياد عندها ليس الوقوف على الحافة، بل الوقوف على الحقيقة دون انزلاق في الاستقطاب أو التزييف.
المهنية كفنّ أخلاقي:
شفا لا تمارس الصحافة كوظيفة، بل كفنّ أخلاقي. التحرير فيها ليس مجرد تنسيق، بل تطهير لغوي من شوائب التهويل، والتضليل، والتكرار. كل خبر يُصاغ وكأنه قصيدة توثيقية، وكل تقرير يُكتب وكأنه وثيقة وجدانية. إنها تعيد للصحافة معناها الأول: أن تكون شهادة على العصر، لا مجرد صدى له.
التأثير كفعل وجودي:
تأثير شفا لا يقاس بعدد المتابعين، بل بعدد الضمائر التي أيقظتها. إنها لا تكتفي بنقل الحدث، بل تعيد تشكيله في الوعي، وتعيد للمتلقي دوره كـشاهد لا غائب. لقد أصبحت شفا ذاكرة جماعية متنقلة، تقاوم النسيان، وتعيد للدم الفلسطيني اسمه، وللأرض صوتها، وللأمهات وجوههن.
شفا بين الشعر والشفاء:
اسمها ليس صدفة ( شبكة فلسطين للأنباء شفا ) في اللغة هي الشفاء من الغياب، والشفافية في الحضور، والشفة التي تنطق بالحق. إنها شبكة تُداوي الجرح الفلسطيني بالكلمة، وتُعيد للغائب حضوره، وللصامت لغته، وللمنسي اسمه. إنها شعر يكتب بالخبر، وشفاء يمنح بالصورة، ومهنية تمارس كعبادة.
في عالم يتكلم كثيرا ولا يصغي، تبقى شبكة فلسطين للأنباء شفا أذنا للحق، ولسانا للضمير، وقلبا للناس. إنها ليست مجرد شبكة، بل شفرة أخلاقية، وشعلة لغوية، وشرفة تطل منها فلسطين على العالم. وتبقى شبكة شفا أثرا لغويا لا يمحى، وضميرا إعلاميًا لا يُساوم، وذاكرةً فلسطينية تُقاوم النسيان. ليست شفا مجرد منصة إخبارية، بل هي مقامٌ لغويٌّ أخلاقيٌّ، تُمارس الصحافة كما تُمارس الصلاة: بخشوع، وصدق، ووعيٍ بالرسالة.
لقد استطاعت شبكة فلسطين للأنباء شفا أن تعيد تعريف الإعلام في السياق الفلسطيني، لا بوصفه ناقلًا للحدث، بل فاعلا في تشكيل الوعي، وصانعا للذاكرة، وحارسا للحق. إنها تُمارس الحياد دون أن تتخلى عن الانحياز للإنسان، وتمارس المهنية دون أن تفرّط في الوجدان، وتمارس التأثير دون أن تغريها الأرقام أو الصفقات.
وإذا كانت الكلمة في زمننا تباع وتشترى، فإن شفا تعيد لها قدسيتها، وتعيد للخبر روحه، وللصورة معناها، وللصمت لغته. إنها شفاء من التزييف، وشفة تنطق بالحق، وشرفة تطل منها فلسطين على العالم.
أبيات شعرية: شفا تنطق بالحق وتُضيء الذاكرة:
شفا إذا نطقتْ، فالحقُّ يتّسقُ
والصمتُ ينهضُ، والأرواحُ تعتنقُ
ليستْ حروفًا على شاشاتِنا عَبَثًا
بل نبضُ شعبٍ، بهِ الآهاتُ تنطلقُ
في كلِّ عنوانِها، تاريخُنا ودمٌ
وفي الصورِ، صدى الأمهاتِ يُعتنقُ
تُضيءُ بالصدقِ وجهَ الأرضِ إن عَتَمتْ
وتكتبُ المجدَ حينَ الغيرُ يختنقُ
فلتشهدِ الكلماتُ: شفا لنا وطنٌ
يُقاومُ النسيانَ، لا يُمحى ولا يُسرقُ.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .