9:51 مساءً / 28 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

يا أهلنا في السودان الحبيب ، نداء عاجل كي لا يغرق العالم في صمته إلى أهلنا في السودان الحبيب ، بقلم : د. سهير يوسف سحويل

يا أهلنا في السودان الحبيب ، نداء عاجل كي لا يغرق العالم في صمته إلى أهلنا في السودان الحبيب ، بقلم : د. سهير يوسف سحويل

يا أهلنا في السودان الحبيب ، نداء عاجل كي لا يغرق العالم في صمته إلى أهلنا في السودان الحبيب ، بقلم : د. سهير يوسف سحويل

يا أهلنا في السودان الحبيب ،،، قلوبنا معكم، ودعواتنا ترافقكم في كل لحظة. نتابع بألم وحزن عميقين ما تتعرضون له من قتل وتدمير وانتهاكات وحشية تطال الأبرياء. إن ما يحدث في السودان ليس مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل هو جرح غائر في جسد أمتنا، ومأساة إنسانية تهز الضمير.

لقد تحولت مدن كانت تنبض بالحياة إلى ساحات حرب، حيث يُقتل الناس في بيوتهم وأسواقهم. الأطفال والنساء والشيوخ هم الضحية الكبرى لهذا الصراع العبثي. نشعر بالأسى لفقدان كل روح بريئة، ونتألم بشكل خاص لاستهداف الصحفيين الذين يحاولون نقل الحقيقة للعالم، فقد قُتل منهم العشرات بدم بارد أثناء تأدية واجبهم. إن استهدافهم هو محاولة لإسكات صوت الحقيقة وإخفاء حجم الجرائم المرتكبة.

إن صمودكم الأسطوري في وجه هذه المحنة هو مصدر إلهام لنا جميعًا. نقف معكم بقلوبنا ودعائنا، مؤمنين بأن ليل الظلم لا بد أن ينجلي، وأن فجر السلام والعدالة سيشرق على أرض السودان الطيبة.


لستم وحدكم، فأنتم في قلوبنا كما فلسطين، وجرحكم هو جرحنا.ولكن، بينما تتجه أنظار العالم إلى أزمات مختلفة، تغرق السودان في صمت مأساوي، حيث تتكشف فصول أكبر كارثة إنسانية وأكثرها تدميراً في العالم اليوم. مع اقتراب الحرب من عامها الثاني، تحولت حياة الملايين إلى كابوس من النزوح والجوع والموت، بعيداً عن دائرة الضوء والاهتمام الدولي.أرقام تفوق الخيال وتكشف حجم المأساة إن الأرقام وحدها كفيلة برسم صورة قاتمة للوضع الكارثي.


-أزمة إنسانية شاملة:


أكثر من 30 مليون شخص، أي ما يعادل ثلثي سكان البلاد، بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.


-نزوح غير مسبوق:


تسببت الحرب في أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث أُجبر أكثر من 14 مليون شخص على الفرار من ديارهم. يوجد الآن أكثر من 10.7 مليون نازح داخل السودان، بينما فر حوالي 4 ملايين آخرين إلى دول الجوار التي تعاني أصلاً من ضغط على مواردها.


-مجاعة تلوح في الأفق:


يواجه ما يقرب من 18 مليون سوداني الجوع الحاد، والجوع أصبح المحرك الأكبر للنزوح، متجاوزاً العنف في بعض المناطق. إن استخدام التجويع كسلاح في الحرب جريمة يجب أن تتوقف.


-انهيار النظام الصحي:


أكثر من 80% من المستشفيات والمرافق الصحية خرجت عن الخدمة، مما يترك الملايين دون رعاية طبية في وقت تتفشى فيه أمراض مثل الكوليرا.


-ضحايا مدنيون:


قتلوا الآلاف من المدنيين، بينهم أكثر من 18,800 شخص تم توثيقهم، مع ترجيحات بأن العدد الفعلي أعلى بكثير. وتتواصل الهجمات العشوائية على المناطق السكنية والأسواق ومخيمات النازحين.


-تتفاقم الأزمة بسبب العقبات الهائلة التي تواجه العمل الإنساني.


أصبح السودان من أخطر بيئات العمل الإنساني في العالم. يتعرض عمال الإغاثة للقتل والترهيب، وتُنهب قوافل المساعدات، وتُفرض قيود إدارية وأمنية مشددة من قبل أطراف النزاع، مما يعيق وصول المساعدات الحيوية إلى ملايين المحتاجين.

وعلى الرغم من حجم الاحتياجات، تواجه خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 عجزاً تمويلياً خطيراً. لم يتم تمويل سوى نسبة ضئيلة من مبلغ 4.2 مليار دولار المطلوب، مما يعني أن الغالبية العظمى من الاحتياجات الإنسانية لم تُغطَ. هذا النقص في التمويل يهدد بانهيار خطوط الإمداد للمنظمات الكبرى مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف.

دعوة إلى تحرك دولي فور يإن شعب السودان لا يمكنه الانتظار.


إن الصمت الدولي والتراخي في التحرك يترجم إلى المزيد من الوفيات والمعاناة. لذا، نوجه هذا النداء العاجل إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمواطنين حول العالم.

  • الضغط لإنهاء الحرب: يجب على الدول ذات النفوذ ممارسة أقصى درجات الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال فوراً والعودة إلى مسار الحوار السياسي..
  • تمويل الاستجابة الإنسانية: يجب على المانحين الدوليين سد الفجوة التمويلية الهائلة لخطة الاستجابة الإنسانية بشكل عاجل لضمان .ضمان وصول المساعدات: يجب على مجلس الأمن والأطراف الفاعلة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، ومحاسبة من يعرقلون العمل الإغاثي..عدم نسيان السودان…
  • يجب على وسائل الإعلام العالمية تسليط الضوء بشكل مستمر على هذه الأزمة المنسية، وعلى المواطنين حول العالم رفع أصواتهم تضامناً مع الشعب السوداني..

لقد حان الوقت لأن يتحمل العالم مسؤوليته الأخلاقية والقانونية لإنقاذ ما تبقى من حياة المدنيين في السودان. لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تنزلق أمة بأكملها نحو الهاوية….
حفظ الله السودان واهلها الطيبين. وفرٓج كربهم.

شاهد أيضاً

نائب الرئيس حسين الشيخ يلتقي مع وفد مؤسسة فريدريش إيبرت الالمانية

نائب الرئيس حسين الشيخ يلتقي مع وفد مؤسسة فريدريش إيبرت الالمانية

شفا – التقى نائب رئيس دولة فلسطين السيد حسين الشيخ بالسيد مارتن شولتز رئيس مؤسسة …