12:08 مساءً / 27 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

امرأةٌ بين مَرامي القوّة واتساع الوجع ، بقلم : ناديه كيوان

امرأةٌ بين مَرامي القوّة واتساع الوجع» بقلم : ناديه كيوان

امرأةٌ بين مَرامي القوّة واتساع الوجع ، بقلم : ناديه كيوان

أنا امرأة…


لستُ تلك الضعيفة التي تتخيّلون أنّ دمعها هزيمة، ولستُ أيضًا تلك القويّة التي تبدو في أعينكم صلابةً لا تنكسر. أنا ما بين المسافتين… مزيجٌ فريد من الانكسار الذي علّمني، والقوّة التي رمّمتني، والخوف الذي ربّت على كتفي يومًا، والإصرار الذي وقف في وجهي كي أواصل الطريق.

أنا امرأة لم تُخلَق من فراغ. خلفي حكايا كثيرة لم تُروَ، وأوجاع كثيرة لم تُمسَح، وحروب صغيرة خضتُها وأنا أبتسم كي لا ينهار الذين أحبّهم. تعلّمت أن أرتّب حزني في داخلي كي يبقى الطريق معبّدًا لغيري. وتعلّمت أن أضمّد جراحي بصمت… لأنّ الضجيج لا يشفي.


أنا لستُ ضعيفة… لأنّ الضعف أن أستسلم، وأنا لم أفعل.
ولستُ قويّة كما تظنّون… لأنّ القوّة أن لا أتألّم، وأنا أتألّم جدًا.
القوّة ليست أن أبقى واقفة، بل أن أنهض كلّما سقطت.
والضعف ليس أن أبكي، بل أن أمنع نفسي عن البكاء حتى أختنق.
أنا امرأةٌ تؤمن بأن الله لم يزرع في قلبها كل هذا الإحساس عبثًا.


أنسانيتي ليست قيدًا، ومشاعري ليست عيبًا، وصوتي ليس تمردًا، ودموعي ليست سقوطًا. أنا كائن ممتلئ بالحياة، أراد أن يشبه النسيم حين يلزم، والعاصفة حين يجب.

أنا امرأة تكبر حين تُحبّ، وتنضج حين تُخذل، وتشتعل حين تُهان، وتعود أقوى حين تُكسر.


أعطي أكثر مما أتلقى، وأسامح أكثر مما أستطيع، وأصمت حين يكون الكلام انحدارًا من قيمي.
قد تروني صلبةً في وجه العاصفة، لكنكم لا ترون صوتي الداخلي وهو يرتجف.
وقد تروني هادئة، لكنكم لا تعرفون كم معركةً أخوضها في لحظة واحدة وأنا أبدو بكامل الاتزان.
أنا مزيج من الشغف والجرح، من الطيبة والحدس، من الغضب النبيل والحب الناضج.
أنا نصف نورٍ يبحث عن روحه، ونصف حربٍ تبحث عن سلامها.


فلا تصفوني بالضعيفة… ولا تضعوا على كتفي درعَ القويّة.


اتركوني إنسانة… امرأةً كاملة بنقصها، عظيمة بتجاربها، جميلة بعيوبها، وفائزة رغم كل ما خسرته..
ناديه كيوان

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تعتقل 11 مواطنا من طوباس وطمون

الاحتلال يقتحم قرية الفندق شرق قلقيلية ويحاصر منزلا

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية الفندق شرق مدينة قلقيلية. وذكرت مصادر …