
بلدة الزاوية .. الزوايا الصوفية والخرب وعيون الماء ، بقلم : د. عمر السلخي
تقع بلدة الزاوية غرب مدينة سلفيت، على بعد 13.5 كم هوائي من مركز المدينة، وترتفع عن سطح البحر 233 مترًا. يحدّها من الشرق بلدة بديا، ومن الجنوب قرية رافات، ومن الغرب بلدة كفر قاسم (أراضي 1948)، ومن الشمال قريتي مسحة وعزون عتمة، ما جعلها عقدة وصل بين القرى والبلدات المجاورة، حاملة إرثاً تاريخياً وزراعياً عميق الجذور.
التسمية
ارتبط اسم البلدة ارتباطاً وثيقاً بزواياها الصوفية وخلواتها، إذ كان الصوفيون والفقراء يتخذونها مكاناً للخلوة والعبادة، ما أضفى على البلدة بعداً روحانياً مميزاً، ويُروى أيضاً أن سبب التسمية يعود إلى قصة نذرية، حيث نذرت امرأة على نفسها أن تبني زاوية في الهاوية إذا نجى الله ابنها من الحرب أو المرض.
المعالم الأثرية
أ. الخرب
تُعد خربة دير قسيس (الجلجل) من أهم المواقع الأثرية في الزاوية، إذ تقع في الجزء الغربي وترتفع 265 مترًا عن سطح البحر، بمساحة تقدّر بـ 80 دونم. تضم المعالم التالية:
| اسم المعلم | الوصف |
| المسجد العمري | يوجد في الجهة الجنوبية من دير قسيس وسمي بذلك نسبة إلى الخليفة عمر بن الخطاب كما هو متعارف عليه فهو مبنى مغطى المعالم لا يظهر منه سوى بعض الأطراف من الجدران ويقال أيضا انه يوجد بجانبه مقام والمسمى المقام العمري، حيث هُدم هذا البناء بسبب العوامل الجوية، فلا يوجد من بقاياه سوى المدخل الأمامي المنحني وفيه محراب قديم. |
| الصبّانة | وهي منطقة محفورة في الارض بشكل مربع جدرانها حجرية ومنها ما هو مرصع بالحجارة يعتقد بانها لجمع المياه لسقي الدير، ومعالمها واضحة وتقدر مساحتها 100 متر مربع. |
| البدّ | بقايا لغرفة كبيرة وقديمة بجانب الصبانة |
| الجلجل | منطقة جغرافية مرتفعة تقع في الجزء الشمالي من دير قسيس، تشرف على مدينة كفر قاسم، كان هذا الموقع يضم سنة 1967نقطة دفاع للقوات الأردنية حيث تظهر الخنادق المنحوتة في الارض لوضع المدافع الرشاشة عليها. |
| المصاية | منطقة منحوتة في الصخر وعليها بعض الكتابات والنقوش ومزخرفة، وتوجد في المنطقة الجنوبية الشرقية من دير قسيس كما يوجد فيها مقابر قديمة. |
| السوق | فهو يعتبر مركز التجارة في دير قسيس ويقع على طريق رابطة بين خربة الحوقة وخربة الرميلة ومنها إلى سريسيا، لكن العوامل الجوية وطول الفترة الزمنية عملت على تدميره ومن بقايا هذا السوق وجود الكثير من قطع الفخار المنتشرة في تلك المنطقة والتي كانت تستعمل في تلك الفترة، وانتشار العملات القديمة المختلفة فيها. |
| الآبار | تنتشر في دير قسيس الكثير من الآبار القديمة المنحوتة في الأرض منها ما هو صغير ومتوسط ومنها ما عميق |
| الزيتون الرومي | الذي ينتشر في ديرقسيس والتي تدلل جذوعه الضخمة على عمره القديم |
| انتشار المقابر (نواميس) | تنتشر في دير قسيس العديد من المقابر سواء المنحوتة في الصخر او المدفونة في الأرض. |
ب. وادي العين
يشتهر وادي العين بوجود ستة عيون ماء استخدمها الجيش التركي والأهالي للزراعة وري المواشي، وتبلغ مساحته حوالي 300 دونم. أشهر العيون:
- العين الشرقية: تقع شرق العيون.
- عين الدحو: كانت شحيحة أحياناً.
- العين الوسطى: تقع في وسط العيون.
- عين الدرج: كان الأهالي ينزلون إليها على درجات حجرية.
- العين العميقة: يصعب الوصول إليها لعمقها.
- عين عقربا: حفرها أهالي عقربا عند سكنهم في الزاوية.
ج. المقامات الدينية
تحتضن الزاوية عدة مقامات دينية وروحية، أبرزها:
| اسم المقام | الوصف |
| الشيخ هلال | يقع في منطقة الهدد بجوار المسجد الكبير |
| الشيخ قاسم | يقع بالقرب من المسجد الكبير في منطقة البلدة القديمة وبجانبه شجرة بلوط كان يعلق عليها قماش النذور |
| الشيخ الجمل | في منطقة السدرة بالقرب من المسجد الكبير الى الغرب منه |
| الخلوه | تقع في وسط البلدة بالقرب من المسجد الكبير الى الغرب منه |
| الشيخ رضوان | يقع مقام الشيخ رضوان بجانب السدرة والمسجد الكبير الى الجهة الغربية منه. |
| الشيخ جمعة | يقع قبر الشيخ جمعة ال الغرب من المسجد الكيبر من الجهة الشمالية. |
| الشيخ داوود الرابي | يقع هذا المقام الى الغرب من المسجد الكيبر وسط البلدة وبجانبه ترقد زوجته ايضا وقد كتب على القبر عدة ابيات من الشعر. |
الزاوية.. ذاكرة الأرض والماء
من الخرب إلى المقامات، ومن وادي العين إلى شوارع البلدة القديمة، تظل الزاوية بلدة فلسطينية تحتفظ بذاكرة أجدادها، وتمدّ الأجيال القادمة برواية صمود الأرض والإنسان، هي بلدة الزيتون، والخلوة، والخرب، التي تختزن بين حجارتها قصص التاريخ والحياة والروحانية، وتثبت أن فلسطين باقية ما بقيت الزوايا شاهدة على الزمان.
الاستيطان في الزاوية.. قرية فلسطينية بين الحصار والمستوطنات
رغم جمالها الطبيعي وثراءها التاريخي، تواجه الزاوية ضغوطاً استيطانية تهدد هوية الأرض وسلامة المجتمع، فقد صودرت مساحات واسعه من أراضيها وتم عزبها خلف جدار الفصل العنصري ولتوسعه مستوطنة القنا وشبكة طرق التفافية وسيطرة على الأراضي الزراعية، ما منع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم وحقول الزيتون التي تشكل مصدر رزقهم الرئيسي.
كما تتعرض بعض المناطق مثل وادي العين للتهديد من قبل المستوطنين الذي اقاموا بؤره استيطانية جديده رعوية غرب قرية رافات ويهددون المزارعين ويتم منعهم من قطف الزيتون ويتم تهديد ينابيع البلدة ومواردها المائية الحيوية، والتي ظلت لقرون مصدر حياة للسكان والزراعة.
ورغم كل ذلك، تظل الزاوية نموذجاً للصمود الفلسطيني، محافظة على تراثها الروحي والمعماري، وملتزمة بحماية أرضها، لتبقى بلدةً تتنفس التاريخ والكرامة، وتروي قصة الإنسان الفلسطيني المتمسك بأرضه وحياته رغم كل التحديات.

شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .