8:00 مساءً / 17 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

عملية سيدني مشبوهة التوقيت والأهداف؟ بقلم : راسم عبيدات

عملية سيدني مشبوهة التوقيت والأهداف؟ بقلم : راسم عبيدات


العملية التي جرت في الخامس عشر من هذا الشهر على احد شواطىء العاصمة الإسترالية سيدني، أثناء احتفال اقامته حركة” حباي” اليهودية للإحتفال بعيد “الحانوكاه”،الأنوار،والذي نتج عنه 16 قتيلاً وحوالي 40 جريحاً،،بينهم حاخام الحركة ايلي شيلنغر،والتي تبين بأن منفذيها هم اب وابنه، حملت الكثير من التساؤلات عن توقيت العملية وعن المستفيدين من اهدافها المشبوهة والمسيئة والمضرة ل وبالنضال الوطني الفلسطيني.

المتضرر الأول من هذه العملية ،هو الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع،هذا النضال الذي يجب عدم نزع الطابع الأخلاقي والقانوني والشرعي عنه،مهما بلغ حجم “التغول” و”التوحش” الإسرائيلي في العدوان على شعبنا،هذا “التغول” و”التوحش”الذي كان من تداعايته انفضاض الحاضنة الشعبية الأوروبية الغربية عن اسرائيل وزيادة عزلتها عالمياً ،وتراجع وسقوط الرواية والسردية الإسرائيلية حول اللاسامية، والمظلومية الإسرائيلية،واللتان تراجعتا بشكل كبير جداً،واستراليا شهدت احتجاجات شعبية واسعة دعماً للشعب الفلسطيني ،وكذلك المطالبة بوقف حرب التجويع والحصار على قطاع غزة،ووقف عمليات القتل العشوائي ،وأيضاً الحكومة الأسترالية هي من الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية .

اذاً هنا يوجد من هو مستفيد من توظيف هذه العملية ،وليس هو الوحيد في هذا الإطار والسياق الذي يمكن وضعه في دائرة الإتهام والإستفادة،فهناك تنظيم ” داعش” والذي شعر بأن الحرب تشتد عليه،بالتحول الذي طرأ على ما يعرف بجبهة النصرة،والتي ولدت من رحم تنظيم ” القاعدة” ،وهي تتماثل عقائديا وتداخل تنظيمي مع البيئة التي تستقي منها داعش بنيتها التنظيمية، لكنها تمثل ثانياً تعبيراً عن تحوّل جار في هذه البيئة نفسها بما في ذلك البنية التنظيمية لجبهة النصرة كنتيجة لحجم الانتقال السريع الذي اتخذت قيادة النصرة قراراً بتنفيذه من خطاب العداء المبدئي والعقائدي لأميركا إلى العمل تحت رايتها وما يتركه هذا الانتقال من تداعيات على بنية ثقافية تمّ بناؤها على خيارات معاكسة لا تستطيع تقبل هذا الانتقال والتأقلم معه.

ما ان تم الإعلان عن تلك العملية الإرهابية،والتي منع استمرار سقوط المزيد من الضحايا رجل مسلم استرالي من اصول سورية،حرم نتنياهو وحكومته،من توظيف ذلك في توجيه الإتهام الى ما يسمونه بالتطرف والإرهاب الإسلامي،ولذلك تم توجيه الإتهام الى ايران وحزب الله،فهذا الإتهام من السهل ترويجه امريكياً واوروبياً غربياً،ولكن اتضح بأن المنفذ هو من جماعة “داعش” الإرهابية،والتي يجري احياءها من جديد.

العملية استغلتها اسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو في محاولة “ترميم” صورة إسرائيل “الضحية” وإعادة الحياة الى سردية “معاداة السامية” التي تآكلت كليا بفضل حرب الإبادة في قطاع غزة، والأهم من ذلك معاقبة استراليا التي اعترفت بالدولة الفلسطينية،والقول لها بأن ما حصل نتاج لمواقف استراليا،التي شكلت مكافأة وداعمة لحماس والمقاومة الفلسطينية.

“اسرائيل” أيضاً أرادت ان تستثمر وتستغل تلك العملية،لكي تشجع هجرة وقدوم اليهود من استراليا الى “اسرائيل” ،فهي الملاذ والمكان الآمن لهم،والذي يوفر لهم الأمن والحماية.

هناك الكثير من العمليات المشبوهة التي جرى تنفيذها، بأيدي أجهزة مخابراتية ومن ضمنها “الموساد” الإسرائيلي وجهات مأجورة،بهدف تشويه صورة المقاومة والشعب الفلسطيني ،وحركات المقاومة العربية،أو بغرض دفع اليهود للهجرة من بلدانهم الى “اسرائيل،وخاصة في فترة ما بعد النكبة عام 1948،حيث كانت هناك عمليات تفجير وزرع قنابل في مؤسسات ومعابد يهودية في سوريا ومصر والعراق.

علينا أن نكون دائماً على درجة عالية من اليقظة والحذر،فليس كل ما يلمع ذهباً ،ولسنا في صراع مع الديانة اليهودية،ولا مع اليهود ،فهناك الكثير من يهود العالم،الذين شاركوا في المظاهرات والمسيرات الإحتجاجية في استراليا نفسها ودول أوروبا الغربية،وحتى في أمريكا نفسها،داعين الى وقف حرب الإبادة والتجويع والحصار على قطاع غزة،ومواقفهم هذه ساهمت الى حدوث تغيرات وتبدلات في المواقف تجاه شعبنا وقضيته وحقوقه المشروعة،واضعة علامة استفهام كبيرة على صحة وحقيقة الرواية والسردية الإسرائيلية،فيما يعرف باللاسامية،والمظلومية الإسرائيلية،والدولة التي تشكل واحة” الديمقراطية” الوحيدة في المنطقة ،في صحراء قاحلة من التطرف والديكتاتورية.

ولذلك علينا أن نستمر في كشف كذب زيف تلك الرواية والسردية،وخاصة من خلال المشاهد التي يجب ان يجري توثيقها ونشرها على أوسع نطاق،حيث يتجمد ويموت أطفال غزة حالياً من شدة البرد والجوع،وتغرق خيامهم في الوحل،ويجري اقتلاعها من شدة الرياح، في ظل نقص غذائي ودوائي وصحي.

نعم العالم بغربه وشرقه ،باتً في الرأي العالم العالمي لصالح قضيتنا،وهذا الإنقلاب الشعبي والجماهيري الواسع،شكل ضغوط جدية على حكوماته وقادته السياسين،لدفعهم الى فرض عقوبات سياسية واقتصادية وتجارية وحتى حذر تصدير السلاح الى دولة الإحتلال،وهو الذي دفع العديد منها للهروب الى الأمام من تلك الضغوط،عبر الإعتراف بالدولة الفلسطينية،في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة،بريطانيا وفرنسا واستراليا نموذجاً على عمق هذا التحول والتغير.

نعم هذه التحولات الشعبية والجماهيرية الكبرى في أوروبا الغربية وامريكا،هي ستسقط الطغم الرأسمالية “المتغولة” و”المتوحشة”،ومن يريدون السيطرة على خيرات وثروات الشعوب،عبر التدخل في شؤونها،والعدوان عليها واسقاط أنظمتها الشرعية،كما يجري الأن من قبل المأفون ترامب بحق فنزويلا.

هذا المأفون الذي يظهر بأنه مع السلام ووقف الحروب، نجد أنه يعمل على تسعيرها،بما يخدم مصالهه واهدافه،ولذلك حجم الفشل الذي يواجه داخلياً وخارجياً،دفعه للقول ،بأنه يخشى الخسارة في الإنتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي بعد أقل من عام،وفي إطار معاداته للشعب الفلسطيني، اصدر مرسوماً رئاسياً،بمنع حملة الجواز الفلسطيني من الدخول لأمريكا،

أي تكن الأطراف المتورطة والمستفيدة من عملية سيدني واستهداف محتفلين يهود من جمعية ” حباياي” الدينية في عيد الأنوار” الحانوكاه، فهذه العملية أكثر المتضررين منها نحن كفلسطينيين،ومهما “تغول” و”توحش” الإحتلال في حربه وعدوانه على شعبنا،واستخدم الحصار والتجويع في تلك الحرب،بما يرتقي لجريمة حرب ،وانتهاك فظ للشرعية الدولية التي تداس تحت اقدام امريكا واسرائيل، فإنه يجب علينا كفلسطينيين ان نتمسك بشرعية وأخلاقية نضالنا الفلسطيني وعدم تشويه طابعه وجوهره .

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

محافظ بيت لحم يترأس اجتماعًا حول قانون الانتخابات المحلية وآلياتها

محافظ بيت لحم يترأس اجتماعًا حول قانون الانتخابات المحلية وآلياتها

شفا – ترأس محافظ محافظة بيت لحم، محمد طه أبو عليا، اليوم الأربعاء 17/12/2025، اجتماعًا …