من أنتِ؟ رسالة الأسرة التي أحبّت دكتورة ، بقلم : أ. محمد ناجي الحاج أحمد

من أنتِ؟ رسالة الأسرة التي أحبّت دكتورة ، بقلم : أ. محمد ناجي الحاج أحمد

إلى الدكتورة تهاني رفعت بشارات،

تحيةً تليق بمقامك، وامتنانًا يليق بأثرك، وحبًا يليق بإنسانيتك.

بداية الحكاية

في بيتٍ فلسطينيٍّ بسيط، حيث تُقدَّس الكلمة ويُحتفى بالعلم، عادت ابنتنا آية الحاج أحمد من جامعة النجاح الوطنية تحمل معها اسمًا صار حديث العائلة: اسمكِ يا دكتورة تهاني. لم يكن مجرد لقب أكاديمي، بل كان نغمةً موسيقيةً تتردّد في أرجاء المنزل، تحمل معها لغة الحب والحنان والعشق للعلم.

لقد أحببناكِ قبل أن نراك، وتعلّمنا منكِ من خلال ابنتنا، التي وجدت في محاضراتك فضاءً أدبيًا يفيض دفئًا، وكأنها تدخل بيتًا ثانياً. كانت تجلس بين الحضور، تلتقط كلماتك كما تُلتقط الحبات النادرة من عقد ثمين، ثم تعود لتروي لنا عنكِ، عن دفء كلماتك، عن حنانك الذي يسبق الشرح، وعن عشقك للعلم الذي يجعل القاعة قصيدةً تُكتب بالحب.

أثر في الأسرة

لم تعد القصة مجرد تجربة جامعية، بل تحولت إلى حكاية عائلية. كلما عادت آية من محاضراتك، كانت تحمل إلينا قصصًا عنكِ، ومع كل رواية كبر حبنا لكِ، حتى صار اسمك جزءًا من حديثنا اليومي، وكأنك فرد من العائلة. لقد أحببناكِ دون أن نلتقيكِ، ورأينا فيكِ صورة المعلمة التي تُجسّد القيم الفلسطينية الأصيلة: العطاء، الحنان، والوفاء.

لقد جعلتِ من الجامعة بيتًا ثانيًا، ومن المحاضرة لقاءً إنسانيًا، ومن العلاقة مع الطلاب جسرًا من الثقة والاحترام. وهكذا، لم تُعلّمي فقط، بل أثّرتِ، وأحببتِ، وأعطيتِ، وتركتِ أثرًا لا يُمحى.

رسالة امتنان

من أنتِ يا دكتورة تهاني؟ أنتِ التي جعلتِ من العلم رسالةً تُكتب بالحب، ومن الجامعة فضاءً إنسانيًا، ومن المحاضرات قصائد عشق للمعرفة. أنتِ التي أحبّتك أسرة كاملة عبر ابنتها، وصرتِ بالنسبة لنا رمزًا للعلم الذي يُقدَّم بصدق الأم، وصورةً للمعلمة التي تُعلّم بعاطفة الشاعرة، وتُحب طلابها كما يُحب المرشد أبناءه.

نكتب إليكِ اليوم لنقول: شكرًا لأنكِ لم تكوني مجرد أستاذة جامعية، بل كنتِ قدوةً تُضيء الطريق، وإنسانةً تُعطي بلا حدود، وأيقونةً من نور تُخلّد أثرها في القلوب والبيوت.

أنتِ يا دكتورة تهاني، الأثر الذي يبقى، والاسم الذي يُروى، والقدوة التي تُضيء الطريق. لقد أحبّتك أسرة كاملة عبر ابنتهم، وصرتِ بالنسبة لنا معلمةً وإنسانةً وأيقونةً من نور. وبفضلك، أصبحت ابنتنا آية تحب العلم أكثر، وتراه رسالةً مقدسةً تُعاش بالحب والإنسانية.