شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
استراتيجيات بناء المحتوى العربي الرقمي في الفضاء السيبراني، تقديم : البروفيسور سعاد بسناسي
في إطار المؤتمر الدولي حول التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية في إفريقيا، تنظيم وحدة اللسانيات وتعليمية اللغات بأكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي بالجزائر، شاركت الأستاذة سعاد بسناسي أستاذة اللسانيات والصوتيات بجامعة وهران 1، عضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للغة العربية، ورئيسة أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي، ومديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام جامعة وهران 1، ومديرة مجلة الكلم المنصنفة المحكمة ورئيس تحريرها، حيث قدمت مداخلة نوعية بعنوان: “استراتيجيات بناء المحتوى العربي الرقمي في الفضاء السيبيراني”. وقد جاءت هذه المداخلة لتسلط الضوء على التحديات التي تواجه اللغة العربية في البيئة الرقمية، وتطرح رؤى استراتيجية لتثبيت حضورها في الفضاء السيبيراني، ضمن مشروع أوسع لتخطيط لغوي إفريقي يراعي الخصوصيات الثقافية والهوياتية للقارة.
تنطلق المداخلة من سؤال جوهري: كيف يمكن للغة العربية أن تضمن لنفسها مكانة فاعلة في الفضاء السيبيراني، في ظل هيمنة اللغات العالمية الكبرى، وتهميش اللغات الإفريقية والعربية في المنصات الرقمية؟
وتندرج هذه الإشكالية ضمن رهانات التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية، التي لم تعد تقتصر على التعليم والإدارة، بل امتدت إلى الفضاءات الرقمية، حيث تُصاغ اليوم خرائط التأثير الثقافي والمعرفي.
تشخيص الواقع الراهن
تُبرز المداخلة مجموعة من الملاحظات حول واقع المحتوى العربي الرقمي، منها:
- ضعف التمثيل الكمي والنوعي للمحتوى العربي على الإنترنت، مقارنة باللغات الأخرى.
- غياب سياسات لغوية رقمية واضحة في معظم الدول الإفريقية والعربية.
- هيمنة المحتوى الترفيهي والتجاري على حساب المحتوى المعرفي والثقافي.
- تفاوتات رقمية بين الدول العربية والإفريقية في إنتاج وتوطين المحتوى الرقمي.
- ضعف التنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية في بناء المحتوى العربي الرقمي.
تعتمد الأستاذة سعاد بسناسي في المداخلة على مقاربة متعددة الأبعاد، تجمع بين:
- التحليل اللغوي التخطيطي: لفهم العلاقة بين اللغة والسياسة الرقمية.
- المنهج النقدي الثقافي: لتفكيك تمثلات اللغة العربية في الفضاء السيبيراني.
- المنظور الاستراتيجي: لاقتراح حلول قابلة للتنفيذ على مستوى السياسات والمؤسسات.
الاستراتيجيات المقترحة:
تقترح الأستاذة سعاد بسناسي جملة من الاستراتيجيات العملية لبناء محتوى عربي رقمي فاعل، نذكر منها:
- إرساء سياسات لغوية رقمية وطنية وقارية
- صياغة رؤى وطنية لتوطين اللغة العربية في الفضاء الرقمي.
- إدماج اللغة العربية في مشاريع السيادة الرقمية الإفريقية.
- دعم التعدد اللغوي الرقمي بما يضمن حضور العربية إلى جانب اللغات الإفريقية.
- تحفيز الإنتاج الرقمي المعرفي والثقافي
- تشجيع الباحثين والمبدعين على إنتاج محتوى عربي رقمي في مجالات العلوم، الآداب، والفنون.
- دعم المنصات الرقمية التي تنشر محتوى عربي رصين.
- إنشاء جوائز ومبادرات لتكريم المحتوى العربي المتميز.
- بناء شراكات بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية
- ربط الجامعات ومراكز البحث بشركات التكنولوجيا لتطوير أدوات رقمية داعمة للعربية.
- إدماج اللغة العربية في الذكاء الاصطناعي، والترجمة الآلية، ومحركات البحث.
- تطوير المحتوى العربي وفق معايير الجودة والابتكار
- اعتماد معايير دقيقة في صياغة المحتوى الرقمي (لغة، تصميم، تفاعل).
- توظيف الوسائط المتعددة (صوت، صورة، تفاعل) في خدمة اللغة العربية.
- تعزيز حضور العربية في التطبيقات التعليمية والمنصات التفاعلية.
- تكوين الكفاءات الرقمية باللغة العربية
- إدراج وحدات تعليمية حول المحتوى الرقمي العربي في المناهج الجامعية.
- تنظيم دورات تدريبية للصحفيين، المترجمين، والمبدعين في مجال المحتوى الرقمي.
دعم المبادرات الشبابية التي تنتج محتوى عربيًا مبتكرًا. البعد الإفريقي للمداخلة:
تؤكد الأستاذة سعاد بسناسي من خلال المداخلة أن بناء المحتوى العربي الرقمي لا يمكن فصله عن المشروع الإفريقي الأشمل للسيادة اللغوية والمعرفية. فاللغة العربية، بوصفها إحدى اللغات الرسمية في عدة دول إفريقية، تمتلك قدرة على الربط بين الهويات، وتعزيز الحوار الثقافي، وتوسيع دوائر التأثير الإفريقي في العالم الرقمي.
خلاصات وتوصيات تخلص مداخلة البروفيسور سعاد بسناسي إلى أن:
- اللغة العربية في إفريقيا تحتاج إلى تخطيط رقمي واعٍ، يراعي الخصوصيات الثقافية ويستثمر في الإمكانات البشرية.
- المحتوى العربي الرقمي هو أداة للتمكين المعرفي والسياسي، وليس مجرد وسيلة تواصل.
- الفضاء السيبيراني يمثل فرصة تاريخية لإعادة تشكيل حضور اللغة العربية في العالم، شريطة أن يُدار هذا الحضور برؤية استراتيجية، وتنسيق مؤسساتي، وإرادة سياسية.
- – البروفيسور سعاد بسناسي – الجزائر.
