
” هذيان ” .. ، بقلم : مجيدة محمدي
خَطَرَتْ ببالي فكرةٌ مجنونة،
تسلّلت من خيوط المصلِ … المتشابكة
لِمَ لا تتخلّى عن هذا الجسدِ المتخشّبِ كجدارِ صمتٍ قديم،
وتنضمّ إلى السّربِ؟
سِربُ الفراشاتِ لا يشيخُ،
ولا يُوقِظُهُ وجعُ المفاصلِ،
ولا يسألهُ أحدٌ عن بطاقةِ الصِّحّةِ،
و لا اوراق التأمين ..
لِمَ لا تَتَخارج من لحمِكَ المريضِ،
تتسرَّبُ من شقٍّ بين ضلعين،
وتصيرُ شيئًا خفيفًا،
كالنَّسمةِ التي تتطفّل على أحاديثِ البناتِ حين يُخبئنَ أسرارَهُنَّ
في زجاجاتِ العطرِ،
أو حين يكتبنَ على المرايا أسماءً محظورة؟
لِمَ لا تُطارِدُ الأطفالَ في لهوِهم،
تُمسكُ بظلٍّ سقطَ منهم،
تضحكُ من سذاجةِ العالم،
وتنحني لتُقبّلَ جبهةَ الضحكةِ قبل أن تشيخ؟
أريدُ أن أتنصّلَ من ثقلِ الـ”لا”،
من كلِّ النواهي التي تربطني كحبالٍ إلى شوك الإدراك،
أن أُفرغَ رأسي من معنى العُمر،
وأملأَهُ برفيف الأجنحة.
يا جسدي،
كفى نواحًا على ما فَسَد،
سأُهجرُك الليلةَ كما يهجرُ الحلمُ عَينِ النائم،
وأترُكُكَ هنا،
لأتعافى في فضاءِ الفراشات،
حيثُ لا مواعيدَ للألم،
ولا قيدَ لعمر الصباح….
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .