1:07 مساءً / 22 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

نداء من غزة إلى ضمير العالم ، كفالة اليتيم … إعادة إعمار الإنسان قبل البنيان ، بقلم : المهندس غسان جابر

نداء من غزة إلى ضمير العالم ، كفالة اليتيم … إعادة إعمار الإنسان قبل البنيان ، بقلم : المهندس غسان جابر

من بين الركام وأنين البيوت المدمرة، ومن ألعاب الأطفال المغبرة،
تتوجه غزة اليوم بنداء عاجل إلى كل إنسان يحمل قلبًا نابضًا بالإنسانية.

يا أهل الأرض،
في هذه المدينة المحاصرة أطفالٌ لا يسعون لوطن جديد، بل لحضن يعيد إليهم شعورهم بالأمان.
أيتام فقدوا كل شيء إلا القدرة على الحلم،
وعيونهم تبحث عن بصيص دفء، أو يد تمتد من بعيد لتقول لهم: “لسنا بعيدين عنكم”.

غزة اليوم ليست مجرد مدينة منكوبة،
إنها رمزٌ للكرامة والصمود، التي تعلمت أن تنهض بعد كل سقوط، وأن تبتسم رغم الخراب.
لكنها لا تستطيع النهوض بمفردها.
فالإعمار الحقيقي لا يقتصر على الحجر والحديد، بل يبدأ من الاهتمام بالإنسان، ومن الحنان الملموس الذي يمنحه كفالة يتيمٍ يحتاج للحب قبل الطعام.

كل طفل يتيم في غزة هو شاهد على الظلم،
وشعلة أمل على طريق التجدد.
من يكفل اليوم طفلاً فلسطينيًا،
فهو يضع حجر الأساس لإعادة بناء الروح الوطنية،
ويُعيد كتابة اسم فلسطين في سجل الإنسانية بلونٍ من العطف والرعاية الصادقة.

أيها العرب في أوطانهم،
وأيها الفلسطينيون في المنافي،
وأيها الأحرار في أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا —
هذا نداء غزة إليكم:
لا تتركوا المدينة في صمت ما بعد الحرب.
ابنوا بيوتًا في القلوب قبل الجدران،
واحتضنوا أيتامها كما يحتضن البحر شواطئه عند كل مدٍّ جديد.

أنشئوا صندوق كفالة الأيتام والإعمار الإنساني لغزة،
ليكون جسرًا عالميًا للتعاطف،
وشريانًا يعيد الحياة إلى طفلة فقدت أمها،
وإلى فتى صغير يكتب “أبي” على الرمل كل مساء.

غزة اليوم لا تحتاج دموعًا، بل قرارات حقيقية للتغيير.
لا تريد خطابًا منمقًا، بل يدًا تمتد لطفل يبكي بصمت.
من أراد أن يبني المجد، فليبنِ الإنسان أولًا،
ومن أراد إعادة إعمار الأرض، فليبدأ بكفالة اليتيم بالحب، الرعاية، والاهتمام.

يا أهل الأرض…

من غزة نرفع النداء:
كفالة اليتيم ليست مجرد صدقة، إنها الركيزة الأساسية لإعادة إعمار غزة،
ونور أمل يضيء طريق الإنسانية ويعيد بناء مجتمع نابض بالحياة.

كونوا مع غزة،
ليس فقط في الحرب، بل في الحياة بعدها،
وامسحوا عن وجه الطفولة غبار الدمار،
بيدٍ من حنان صادق، عطف مستمر، ودفء قلبي يمتد من قلوبكم إلى شواطئها البعيدة.

غزة تنتظر أن تكونوا شركاء في الولادة من جديد، في بناء الإنسان قبل الحجر، وفي زرع الأمل قبل الأساسات.

  • – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية -نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.

شاهد أيضاً

الأونروا : إسرائيل تنفّذ عمليات تدمير في شمال الضفة وتجبر الفلسطينيين على النزوح القسري

شفا – قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي …