
في ضوءٍ خافتٍ ، بقلم : ياسمين عبد السلام هرموش
بلغتُ عتبةَ الإنهاك،
حيثُ لا طاقةَ لي لأحد،
ولا رغبةَ في الكلام،
ولا انتظارَ لشيءٍ سوى صمتي.
في غرفتي،
تخونني رائحةُ القهوة وصوتُ فيروز،
كأنّ روحي غادرتْ المكان،
وتركتني مع الكوبِ الفارغِ والذكريات.
وأنا أكتبُ العاشقين من غرفتي،
أنظرُ إلى نافذةِ العشّاق،
أراقبُ قلوبهم ،
وأكتبُ لهم القصائدَ دون أن ألمسَ الحب،
كأنّي نايٌ يروي لحنًا لا يسمعه أحد.
أكرهُ ضجيجَ الحياة،
كأنّ كلَّ صوتٍ فيها صفعةٌ
على خدِّ الروح.
الصمتُ الآن صديقي،
يُربّتُ على كتفي كعجوزٍ حكيم،
ويعلّمني أن أقولَ “نعم”
حتى وإن لم أؤمن بها.
من يحاول أن يضايقني،
أتركهُ يضيعُ في صدى نيتِه،
فما عاد فيّ متّسعٌ لردٍّ،
ولا لخذلانٍ جديد.
لو كانت راحةُ النفس تُشترى،
لدفعتُ نفسي ثمنًا لها،
ورحلتُ إلى مكانٍ
لا يُسمع فيه سوى نَفَس القلب.
صغرتِ الأشياءُ في عيني،
حتى العجائبُ بدتْ عاديةً،
والدهشةُ انكسرتْ مثلَ مرآةٍ قديمة.
أضحكُ حين أتذكّر ماضيَّ،
كم كنتُ بريئةً
كقصيدةٍ مبتدئة في ديوانِ الخداع